مقالات وآراء

بين أربعينية الامام الحسين واستشهاد الامام زيد عليهما السلام

بين أربعينية الامام الحسين واستشهاد الامام زيد عليهما السلام

باسم الحسني

ثورةَ الإمام الحسين -عَلَيْهِ السَّــلَامُ- وبعد استشهاده في واقعة الطف، تلك الحادثة الأليمة التي كشفت لنا عن مدى الانحراف، وبأن الأُمَّــة في واقعها ليست بخير، وأنها لا تسير بالاتّجاه الصحيح، وأن هناك انقلاب كامل على الإسلام بكله، انقلاب على رسول الله، والقرآن، على قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام، انقلاب على مشروع الإسلام المتكامل، تغيير وانحراف كبير في واقع الأُمَّــة والذهاب باتّجاه جاهلية أُخرى أسوأ من الجاهلية الأولى بكثير..
وَبعد حادثة كربلاء، تكرّرت المأساةُ نفسُها بالإمام زيد بن علي حفيد الإمام الحسين عليهما وعلى آبائهما السلام، إمامنا الأعظم، وإمام الأئمة زيد -عَلَيْهِ السَّــلَامُ- تحَرّك في طريق جده الحسين -عَلَيْهِ السَّــلَامُ-، تحَرّك في نفس المشروع، في ذات الهدف، تحَرّك بذات القضية والمبدأ، تحَرّك على أَسَاس إقامة رسالة الله، إحياءً لدين الله، إصلاح أُمَّـة جده رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، الذي ورث عنه حمل المسؤولية وتأديتها، تحَرّك الإمام زيد كما تحَرّك جده الحسين -عَلَيْهِما السَّــلَامُ-، تجسيداً لتعاليم الإسلام وتأسياً بجديهما محمد المصطفى، وعلي المرتضى صلى الله وسلم عليهم أجمعين.
الإمام زيد -عَلَيْهِ السَّــلَامُ-، كان حليفَ الذكرِ، حليفاً للقرآن الكريم، هذا القرآن الذي ما زال بين أيدينا، القرآن الذي نقرأُه جميعاً، هذا القرآن الذي عكف عليه وقرأه الإمام زيد -عَلَيْهِ السَّــلَامُ-، فتحَرّك بحركة القرآن وبما جاء فيه من توجيهات وأوامر إلهية جسّدها على أرض الواقع، وطبقها عملياً في ميدان الحياة، الإمام زيد -عَلَيْهِ السَّــلَامُ- هو من قال “واللهِ ما يدعني كتابُ الله أن أسكت“، استشعر مسؤوليته وانطلق في ميدان العمل والجهاد، ثائراً على الظلم والفساد، مصلحاً لأمة جده، خرج آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، خرج ليغير من ذلك الواقع السيئ والمؤلم آنذاك، كان يهمه ويؤلمه معاناة وأوجاع، وفساد أُمَّـة جده رسول الله، فحمل المسؤولية، وبقدر ألمه كان حرصه على إنقاذ الأُمَّــة وإصلاح واقعها، وقد عبرّ عن ذلك بقوله: “والله لوددت أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أَو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعةً وأن يصلحَ اللهُ بذلك أمرَ أُمَّـةِ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-“.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى