دول الاحتلال تفشل في فرض واقع جديد في اليمن.
دول الاحتلال تفشل في فرض واقع جديد في اليمن.
✍ أكرم خشاع
لم تكد هزائم بني سعود وعيال زايد وانتكاساتهم المخزية تنسي في اليمن، حتى جاؤوا ليكرروا الخطأ نفسه مرة أخرى.
ففي محاولة جديدة، لتثبيت أنفسهم وإثبات ذاتهم، بعد كل الهزائم التي تلقوها خلال سبع سنوات على يد أبطال الجيش واللجان وأحرار اليمن، حاول هؤلاء فرض واقع عسكري جديد على الأرض، فاستداروا نحو شبوة ومديرية حرض ومناطق أخرى، بقوات عسكرية كبيرة مسنودة بالطيران بهدف تشتيت قوات أحرار اليمن ومحاولة الضغط عليهم لتخفيف الضغط عن مدينة مأرب المحاصرة، والتي بدأت تعاني في الداخل مصاعب أمنية واقتصادية وعسكرية جمَّة في ظل استفزاز القبائل والاعتداء عليها ، أصبحت أكبر من قدرة القاطنين من سكانها الأصليين والنازحين على الاستمرار بالعيش والصمودأ كثر، من دون الدخول بالكثير من التفاصيل الأخرى
المهمة للغاية، كالقتل والاختطاف وفرض معادلة القوة وما إلى ذلك
الانتكاسة السعودية الإماراتية على جبهتي شبوة وحرض، أكدت أنهم وصلوا إلى درجة الشلل التام، وأصبحوا عاجزين عن تحقيق أي إنجازعسكري، أو تسجيل ولو نصراً صغيراً قد يؤثر في رفع معنويات جنودهم ومرتزقتهم المنهارة..
إن استمرار الحرب في اليمن أصبح إستنزافاً لقدرات المملكة والدولة الصغرى، وأمريكا تفرض استمرارها، انتقاماً من الحفاة الأبطال الذين أذاقوها طيلة سبع سنوات مُر الطعان، وذلك بعد أن عجزت عن إقناع إيران بالضغط على أحرار اليمن، وسدت كل منافذ الأمل لديها. وأمريكا هذه تفرض استمرار إشعال الجبهات، كونها لا تدفع أي فلس من جيبها، ولأنها ليست الخاسر ميدانياً وإقتصادياً، بل الرياض وأبو ظبي هما من تتكبدان تلك الخسائر، بالمليارات من الدولارات وبالأرواح، فيما مصانع أمريكا تعمل ليلا و نهارا ، لتبيع كامل إنتاجها من السلاح لأولئك الفاشلين: ابن زايد وابن سلمان.
على النقيض الآخر، حكومة صنعاء استطاعت إدارة الحكم، وفرض الأمن وتيسير أمور الناس، رغم الحصار الخانق، قدر الإمكان، واتخاذ القرارات الإستراتيجية التي تخص مستقبل اليمن، في ظل الانفجارات و دوي المدافع التي تستهدف المدنيين، في أجواء شعبية حاضنة، تلتف حولها وتؤيدها بقوة..
ولو قلنا ماذا فرضت اليمن من معادلات خلال هذه الحرب؟
فما حصل يؤكد أن لا محرمات بعد اليوم، ولا تستطيع السعودية أو أي دولة أخرى الاعتداء على اليمن وتبقى بمنأى عن الرد القاسي، وأن لا أحدفوق رأسه خيمة، وأن الاقتصاد بالاقتصاد والأمن بالأمن، مهما كلف الأمر؛ كما فرض اليمنيين واقعاً جديداً على باب المندب، تمثل بقدرتهم على المناورة والسيطرة بسرعه وقوة على المياه، التي تشكل معبراً للسفن التجارية والصهيونية عبرها
وعلى صعيد آخر، أضافت اليمن نقطة قوة كبيرة، لهلال المقاومة الممتد من طهران، الى سوريا، العراق، بيروت، وثبتت نفسها كنجم ساطع في وسط المحور، لها وزنها الإقليمي وقدرتها العالية في المعادلة العسكرية
جغرافيا اليمن الممتدة، من ضفاف باب المندب حتى بحر عمان، ومن سواحل عدن حتى الشريط الحدودي بينها وبين السعودية، هي اليوم حديث العالم، وأصبحت نقطة الارتكاز العربي المقاوم في منطقة الخليج، ودورها القادم لن يقتصر على حماية البحار والممرات المائية، إنما هو دور حيوي، سياسي واقتصادي وأمني، يربط البحر الأحمر بالمتوسط، والقارة الأفريقية بمنطقة الخليج، و ستعتمد عليه دول العالم أجمع، خصوصاً و أنّ اليمن الذي سيخرج، بإذن الله من هذه الحرب، منتصراً عزيزاً قوياً مقتدراً، لا يشاركه أرضه ولا ثرواته أحد، ولا يملي عليه أمراً سياسياً أي أحد، وسيطور قوته الصاروخية والبحرية والجوية، ليصبح القوة الضاربة في منطقة الخليج (اليمني) بإذن الله.