ثقافة

وزير الثقافة محمد المرتضى يمنح باسم رئيس الجمهورية اللبنانية وسام الاستحقاق للراحل نزيه كبارة

في حفل تأبين بالرابطة الثقافية اللبنانية

وزير الثقافة محمد المرتضى يمنح باسم رئيس الجمهورية اللبنانية وسام الاستحقاق للراحل نزيه كبارة

رعى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الحفل التأبيني الذي أقامه المجلس الثقافي للبنان الشمالي بمناسبة مرور اربعين يوما على وفاة رئيسه السابق الدكتور المحامي نزيه أديب كبارة.حيث إفتتح الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة تقديم من الدكتور المحامي شوقي ساسين أمين عام منتدى طرابلس الشعري بإلقاء أبيات شعرية تناول فيها مسيرة ومزايا الفقيد الراحل ودوره في إغناء الحياة الأدبية والفكرية والقانونية وجمع بين مواقفه الوطنية ومحبته لمدينته الفيحاء ولأبنائها ومدى تأثره الشديد بأجواء المدينة وخاصة بحاراتها وأسواقها الشعبية والتجارية وبصورة خاصة في مرحلة شبابه وإستمتاعه بعطور أزهارها وثمار أشجارها والتي ساهمت إلى حد كبير في إغناء كتاباته الأدبية والتي يصف فيها أجواء المدينة وتراثها الحضاري.

 

امن جهته ألقى رئيس الرابطة الثقافية الدكتور رامز الفري كلمة قال أكد فيها ان الصورة مازالت ماثلة أمام ناظريه ّ منذ 25 عاما يوم كان طالبا في الجامعة اللبنانية- كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية حيث تكونت لديه ّ صورةلم ينساها عن ذلك الأستاذ الذي يخاطب طلابه بنبرة الحريص على علمهم وعلى مستقبلهم،

لترشدهم إلى غد أفضل من خلال كلماته وعباراته.

 

 

قائلا : تستبد بي الحيرة حين أتناول سيرة علم من أعلام طرابلس ويتبادر إلى ذهني من أين أبدأ في هذه العجالة لأشير إلى دور فقيدنا الراحل في إغناء الحياة الفكرية والثقافة والتربوية وهو الذي له الصولات والجولات في تلك الميادين ويعتبر بحق أنه فارس الكلمة وخطيب المنابر وجهد في تخريج الأجيال الشابه الذين أغنوا المدينة بكفاءاتهم وعلومهم في كل المواقع والميادين الحياتية والفكرية والأكاديمية والسياسية.

بدورة تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد معتبرا أن غياب الدكتور كبارة عن مسرح الأحداث في طرابلس والشمال وعموم لبنان ليس بالحدث العادي لما خلفه من آثار وذكريات لا يبددها زمن ولا تطويها أيام. ودعا إلى ترجمة مواقف وآراء الفقيد الراحل من خلال مشاريع تستلهم تاريخه وأرشيفه النضالي

اما الدكتور الحقوقي سابا قيصر زريق رئيس “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية فقد تناول مؤلفات الراحل التي أرّخت وأزاحت النقاب عن العشرات من الطرابلسيين والشماليين، قصصيين وروائيين وشعراء وأدباء ومسرحيين وصحافيين، وقال: أطلقت عليك يوما لقب” مؤرّخ العربية في شمال لبنان” وأنت الذي بنتاجك أضفت إلى لقب فيحائنا التاريخي لقبا جديدا ألا وهو” مدينة الأدب والأدباء”.

 


وتساءل: إن كان رثاء صديق واجبا فكيف يستقيم الرثاء ياترى؟ وأنت ما زلت حيّا؟ حيّا في قوبنا ووجدان مدينتك ووطنك،. وتحدث أيضا الوزير السابق النقيب رشيد درباس في الفعالية فقال: أستميحكم طرفة كلام أحدثكم فيها بعين من رأى طرابلس الخمسينيات زمان إمتلأت مشاعري المراهقة بمشاهد الخانات المستطرقة والأسواق المتلاصقة والشوارع الجديدة النظيفة المنظمة وقد إزدحمت بالأقدام الوثابة لرعيل قاعدته العصامية ورؤيته النهضة، وآماله لا تحجبها حدود فكأنّ الأرصفة واجهات بشرية لأجيال تلدها أن لا تشيخ، وكأن مدارسها بساتين أزهار يتعهدها أنبل البساتنة، ويسهر عليها ينسّق الباقات ليسلمها يانعة إلى الجامعات والمعاهد العليا

بدورها اشارت نقيب المحامين في طرابلس ماري تراز الى ان الدكتور نزيه كبارة عنوان فصل باذخ الغنى من كتاب المحاماة في لبنان، تدريسا ومزاولة وتأليفا ورعاية أبناء. كأنه ينافس ذاته في مواهب فضلى، أو كأنه سواق كثيرة تجمّعت في نهر واحد مشيرة الى ان الفقيد إتخذ طريقه إلى بحر الحق سربا حتى لا يحار القائل فيه من أي موهبة يبدأ وفي أيها ينتهي.لكن الواجب الأدبي يملي علي في حضرة ذكراه أن أستعيده منذ مطالع أيامه في المحاماة عندما إنتسب إلى النقابة عام 1963 ثم ما لبث أن علّق قيده لينصرف إلى التدريس الجامعي مؤثرا على العمل المهني المحض بناء الأجيال الحقوقية المتعاقبة.
كما تحدث رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق مشددا على ان غياب المرحوم الدكتور كبارة خسارة كبيرة على لبنان باعتبارة قامة تربوية وثقافية وحقوقية كان لها الدور الكبير في صنع الحركة الفكرية في طرابلس والشمال على إمتداد فترة السبعينات من القرن المنصرم، حيث كان للراحل الموقع المتقدّم على أقرانه من المثقفين والمناضلين الذين ساهموا في نهضة المدينة وفي بناء جيل شاب يتمتّع بالكفاءة الوطنية
وقال:نحن في مجلس بلدية طرابلس نفخر ونعتز بأمثال الدكتور كبارة ونؤكد إلتزامنا بتكريم هؤلاء الراحلين الكبار من خلال تخليد ذكراهم بإطلاق أسمائهم على شوارع وساحات المدينة ليكونوا دوما نُصب أعيُننا ومِلىء قلوبنا على مدى الأزمان وليكونوا منارات للأجيال الشابة،
وختم بالقول : لا أخفي عليكم إن قلت ان برنامج التعاون الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات من 2022 الى 2024، يتضمن سلسلة من الأنشطة في مجال بناء القدرات التي من شأنها أن تساهم في تعزيز استعدادات بلدية طرابلس لاستقبال وتنظيم فعاليات هذا الحدث الذي ستشهده المدينة “طرابلس 2024 – عاصمة الثقافة العربية”.
ونأمل أن يُساهم هذا المشروع في إستكمال التحضيرات التي بدأتها اللجنة الثقافية في المجلس البلدي بالتعاون مع وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في المدينة.

أما مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية- الفرع الثالث بطرابلس البروفيسور خالد الخير فأشار في الفعالية الى ان طرابلس فقدت أحد أعمدتها المتجذّرة في أرضها عميقا والمرتفعة شموخا حتى السماء وأفقدتنا الحياة رجلا مميزا بكل ما لديه، رجل فريد بكل المعاني والأبعاد حيث كان المثال والأيقونة .برحيله عنا جسدا إنطفأ مشعل إنساني وهو الذي إجتمع فيه النبل وحب الخير وكرامة النفس
ثم تحدثت كريمة الراحل المهندسة هانيا كبارة فقالت:بعد كل هذا الكلام الجميل والتوصيف الدقيق من كل أصدقاء والدي والمحبين الكثر, والحمدالله , لا أملك الا ان اشكر الجميع فردا فردا على هذا الكم الجميل من المحبة والاخلاص لروح والدي رحمه الله .ثم تناولت مسيرة حياة والدها ودوره في رعاية افراد الأسرة ومتابعة شؤونهم التعليمية وتعامله مع أبنائه وبناته وطلابه

ومسك الختام كان مع راعي الإحتفال معالي الوزير محمد وسام المرتضى الذي القى كلمة بالمناسبة أكد فيها ان طرابلس ذاكرة الملح والعبير ، مدينة البشر والحجر والشجر، بقية فينيقيا وبيزنطة وبني عمار والمماليك والأتراك والعرب وغيرهم

، ومجتمع لهؤلاءجميعهم و ها هي اليوم في حضرة الأربعين تحتشد قلعة وأسواقا ومكمتبات ومنتديات وقامات ثقافة، في وقفة وفاء لمن كان إبنا لها، وأبا لمثقفيها، وراعيا لحراكها التنويري على إمتداد عقود .وها نحن وزارة الثقافة، نشارك الفيحاء غصتها ونأخذ ما أصابنا من هذا الحزن الطرابلسي الأليم. وفي المناسبة ترتسم أمام عيني مفارقة كبيرة. فمدينة العلم والعلماء دحرجت من فضاء تاريخها إلى حضيض واقع جعلها افقر المدن المتوسطية وهي في الأصل أغناها
ذلك أن ظروفا كثيرة وإجتماعية وأمنية غيرت من طبيعتها الجامعة ،فصار يضيق بإبن الجار جيران، وإزداد الإهمال الرسمي لها، حتى تراجعت فيها قطاعات الإنتاج كافة، وآل أمرها إلى ما تعلمون .لكن وفي المقابل تألقت فيها حركة ثقافية مميزة ، وذلك على أيدي بعض من المثقفين الذين تبوؤا من منتدياتها مكانا عليا وراحوا يبثون فيها رونق اللون وبهجة الحرف وروعة النغم ، وينفضون عن إرثها المعماري غبار الإهمال ، وينشرون إبداعاتهم على المنابر ،وفي المحافل وفي تضاعيف الكتب وسائر الأعمال الفنية
قائلا : ان الراحل الدكتور نزيه كبارة كان في مقدمة هؤلاء إذ جعل الثقافة همه الأوحد سواء في التدريس الجامعي أن في رئاسته للمجلس الثقافي للبنان الشمالي أم في الندوات والمحاضرات التي أقامها وشارك فيها، أم في الكتب التي صنفها في مختلف فنون المعرفة ام في عشقه الصافي للغته الأم. والتي لا تزال محفورة في ذاكرة بعض الفعاليات الثقافية التي أقامها ودعيت إليها أيام عملي القضائي في طرابلس. فتاتي هذه المفارقة لتجعلنا بين واقعين: مر وجميل ،لكنها تثبت أن الثقافة ولو إدلهمت الأزمات ، تبقى تحت الرماد جمرا متحفزا لبث الدفء في القلوب ونورا لا بد له من ان يشرق ويضيىء الحياة.
فضل نزيه كبارة على هذه المدينة انه جهد لكي يستحق يومها صفة امسها، لكي تعود الحياة الثقافية علامتها الفارقة المسجلة في دفاتر المستقبل.ولقد نجح في الأمر نجاحا يشهد به كل مثقف في هذه المدينة، كما تشهد به إنجازات تراكمت بات من الواجب جمعها في اعمال كاملة تباهي بها طرابلس وتكون ذخرا للوطن والناشئة والباحثين.
وأضاف قائلا : يوم رحيله نعته وارة الثقافة ببيان مما جاء فيه:” طرابلس حاراتها ،اسواقها، نهرها،قلعتها،بحرها، عطرها، بساتينها تقف كلها حزينة لفقدان الدكتور نزيه كبارة العلامة الثقافية البارزة في الفيحاء وكل لبنان سحابة عقود طويلة.كان رحمه الله إنموذج العطاء في اي منصب شغله ولأنه مستحق كل تكريم قرر فخامة رئيس الجمهورية ،بناء على طلب وزير الثقافة وبمؤازرة مشكورة من دولة رئيس مجلس الوزراء منحه وسام الإستحقاق الفضي ذا السعف تقديرا لما اسداه للبنان من خدمات ثقافية مميزة.
اعرف ان صدره احق بأن يعلق عليه الوسام وهو حي. وكنت قد اعددت للأمر لكن القدر كان سبّاقا وبكل اسف يحضرني في هذه المناسبة قول عمر ابي ريشة:
ما إعتاد هذا الشرق ان يهدي إلى نبغائه الأحياء اجر مناصر.
وإني إذ أسلمه الآن إلى عائلته في يوم ذكراه أعلن واثقا ان الدكتور نزيه كبارة كان هو بذاته الوسام والفضة بل والذهب والسعف.
هذا وفي ختام اللقاء سلّم المهندس ربيع كبارة عائلة الفقيد درعا تقديريا بإسم رابطة آل كبارة شارك في الإحتفال الوزير السابق النقيب المحامي رشيد درباس، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي ممثلا بكمال زيادة، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، نقيب المحامين في الشمال ماري تريز القوال، مدير عام مستشفى طرابلس الحكومي ناصر عدرة، جميل عبود ممثلا “مشروع وطن الإنسان” ،الزميل الإعلامي إبراهيم عوض ممثلا رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، الأمينة العامة السابقة للجنة الوطنية لليونيسكو سابقا الدكتورة زهيدة درويش جبور، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين الفرنسيين أنطوان منسى، الشيخ منصور الخوري، وأبناء الفقيد المهندس أديب والدكتور سامر والمهندسة هانيا والأستاذة زينة،وحشد من الهيئات الثقافية والتربوية والنسائية وجمعيات وأندية وأساتذة جامعيين وإعلاميين وكتّاب وأدباء

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى