إستحقاقان حاسمان أمام مجلس الوزراء اللبناني اليوم… وفوز ممداني رسالة مباشرة إلى ترامب

إستحقاقان حاسمان أمام مجلس الوزراء اللبناني اليوم… وفوز ممداني رسالة مباشرة إلى ترامب
بيروت: أحمد موسى
_تتجه الأنظار اليوم إلى السراي الحكومي حيث يواجه مجلس الوزراء اللبناني استحقاقين حاسمين على المستويين المالي والسياسي، في وقت تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان إلى مستويات غير مسبوقة._
عاصفة تهديدات متدحرجة
فقد بلغت موجة التهديدات والإنذارات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة في لبنان حدوداً قياسية جديدة، استعادت معها الأجواء المشحونة التي سبقت اندلاع حرب الـ66 يوماً ضد “ح-ز-ب الله” العام الماضي.
ولا يمكن فصل هذا التصعيد المتدرّج عن الاقتراب من الذكرى السنوية الأولى لسريان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني، وهو اتفاق بدا في الأشهر الأخيرة وكأنه يترنّح تحت وطأة الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة من جهة، ورفض ح-ز-ب الله تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني من جهة أخرى.
وفي ظل هذا المشهد، يُنظر إلى التصعيد الإسرائيلي الراهن كنوع من الترهيب الممنهج للبنان، في محاولة للضغط على مؤسساته السياسية والعسكرية. وتكشف مصادر سياسية أن بعض دوائر القرار في تل أبيب تحدّد نهاية تشرين الثاني الحالي كمهلة زمنية علنية قبل أي تحرّك عسكري محتمل، ما يثير مخاوف جدّية من عودة التوتر إلى الميدان الجنوبي.
فوز ممداني… رسالة مباشرة إلى ترامب
في موازاة المشهد اللبناني المتأزم، خطف فوز المرشح الأميركي من أصل هندي زهران ممداني في الانتخابات النيابية الجزئية بولاية نيويورك الأضواء السياسية، بعدما اعتُبر صفعة رمزية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتيار الشعبوي الذي يمثّله داخل الحزب الجمهوري.
ويرى مراقبون أن هذا الفوز يشكّل رسالة مزدوجة: داخلية في الولايات المتحدة تؤكّد تغيّر المزاج الشعبي تجاه خطاب اليمين المتشدّد، وخارجية تُترجم رفضاً متنامياً لسياسات التصعيد التي تتبنّاها واشنطن في الشرق الأوسط، ولا سيّما تجاه لبنان والمنطقة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن فوز ممداني، المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية ولخيار الحوار في لبنان، قد يعيد تسليط الضوء على الشقّ الإنساني في النزاعات الإقليمية، ما قد يُحرج صانعي القرار الأميركيين الذين يراهنون على سياسة الردع القصوى ضد محور ا-ل-م-ق-ا-و-م-ة.
ترابط الساحات… والقرار الصعب أمام الحكومة
في ضوء هذا المشهد المتشابك، يبدو لبنان اليوم أمام مفترق سياسي دقيق، حيث تتقاطع التهديدات الخارجية مع الأزمات الداخلية، وتتبدّى مسؤولية مجلس الوزراء في اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالاستقرار الأمني والمالي معاً.
ويجمع المراقبون على أن أيّ تعثّر في القرارات الحكومية اليوم قد ينعكس فوراً على الوضع الميداني جنوباً، في ظلّ سعي إسرائيلي واضح إلى اختبار تماسك السلطة اللبنانية قبل حلول ذكرى وقف الأعمال العدائية.
وفي المقابل، يشير دبلوماسيون إلى أنّ التحوّلات السياسية في واشنطن وأوروبا، بعد فوز شخصيات أكثر انفتاحاً كـممداني، قد تشكّل نافذة أمل ضيّقة للبنان لتفادي تصعيد واسع، إذا أحسن توظيف التوازنات الدولية الجديدة لصالح تثبيت الاستقرار.






