الإنتخابات النيابية اللبنانية في زحلة خلط أوراق والمقعد الشيعي نحو “الإعتدال”

الإنتخابات النيابية اللبنانية في زحلة خلط أوراق والمقعد الشيعي نحو “الإعتدال”
بيروت – أحمد موسى
التحضيرات الإنتخابية النيابية في زحلة والبقاع الأوسط تشهد نشاطاً سياسياً ملحوظاً ، خاصةً مع اقتراب موعدها، فالنتائج النهائية للانتخابات البلدية الأخيرة في مدينة زحلة كشفت “هشاشة” ما وصلت إليه التحالفات السياسية في زحلة وما أخرجته من مخارج وفواصل على مستوى السياسية العامة والتحالفات التي أفرزت نتيجة للحالة الظرفية وليس لواقعٍ مأمول. فالتحضيرات جارية على قدمٍ وساق، فما أفرزته التحالفات النيابية السابقة وصولاً إلى النتائج النيابية الأخيرة 2022 ما كانت سوى تراكم للسلبيات على مستوى الخدمات في كل المقاعد، ولو أخذنا المقعد الشيعي لوجدنا، وفقاً للواقع، تململاً على صعيد القاعدة، وإن كان التعليل بعدم اسعافهم لمجريات ما مر به لبنان، وهذا التعليل لم ينصف الذين تبوأوا المناصب فركبوا موجة الآخرين، واليوم، وسط المتغير، يطرح كثيرون “نفضة” وليس انتفاضة، وهي أشبه بحركة تصحيحية تقارب المتغيرات، تكون منطلقاً لمرحلة جديدة في التعاطي والمناصب، واقع ينحو منحى “الإعتدال” بعيداً عن الحدّيَة والنفور.
مع بدء العد العكسي، أعلنت الحكومة اللبنانية، عبر وزارتي الداخلية والخارجية، تحديد يوم الثاني من تشرين الأول المقبل موعداً لبدء تسجيل اللبنانيين غير المقيمين، تمهيداً لمشاركتهم في الإنتخابات النيابية المقبلة، والتي يُفترض أن تشمل المقاعد الست للمغتربين، تضاف إلى عدد نواب البرلمان ليصبح 134 نائباً بدلاً من 128، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها إشارة عملية لانطلاق التحضيرات الانتخابية، في وقت تتعالى فيه المخاوف من محاولات تسويف أو تأجيل قد تدخل البلاد في فراغ سياسي ودستوري، يُضاف إلى أزماتها القائمة، وعلى رأسها الانهيار الاقتصادي المتواصل، وتراجع الثقة بالمؤسسات الرسمية، مصادر سياسية مطلعة أكدت أن “الاستحقاق الانتخابي لا يمكن التعامل معه على أنه تفصيل أو خيار قابل للتفاوض، بل هو واجب دستوري يجب الالتزام به حفاظًاً على ما تبقى من شرعية دستورية وديمقراطية في البلاد”.
المقعد الشيعي
يمثل الشيعة في زحلة والبقاع الأوسط قوة انتخابية هامة، مما يجعلهم في المرتبة الثالثة من حيث عدد الناخبين، ناهيك عن التحالفات السياسية الإنتخابية المحتملة بين القوى السياسية في زحلة، مثل تحالف التيار الوطني الحر مع ح-ز-ب الله والطاشناق، ووفقاً لمصادر متابعة، هناك تحالفات مستجدة، وكأن القديم يعود إلى قدمه، تشكل الكتلة الشعبية قوة لا يستهان بها، خاصةً إذا ما عمل القيمون عليها وفقاً لقراءة مختلفة عن السابق، فالغنج الذي مارسته (ميريام سكاف) أثبت أنه ليس لم يسعفها فحسب، بل أصاب منها مقتلاً سياسياً بعدما كانت تشكل رقماً لا يمكن تجاوزه، والانتخابات البلدية خير شاهد، واليوم ترجح مصادر متابعة أن سكاف تتجه إلى التحالف مع (الثنائي) شريطة عدم الخوض في الترشيح الحزبي، ما يجعل الأمر أكثر صعوبة، وبالتالي فإن التوجه نحو “شخصية مرموقة لديها باع طويل في التعاطي والخدمة العامة ولديها مروحة من الاتصالات، شخصية معتدلة وغير حزبية، ما يكسبها استقطاباً في مروحة واسعة من القاعدة الناخبة فضلاً عن التأييد والشعبوية، واقع ميداني أخذ طويلاً من القبول والمثالية في التعاطي، وفق ما يجده كثيربن من أهل الربط والحل على مستوى زحلة وقضائها، مرجحة أن في ذلك اختباراً واختياراً موفقاً في هذه المرحلة.
بعد الآخذ والرد والتمحيص يطرح عارفون على مستوى دائرة زحلة والبقاع الأوسط الانتخابية العقلية والذهنية وكيفة التفكير على المستوى السياسي و”الاقناع”، أمر ينطبق على كثيرين، حيث المنطقة غنية وتضج بالكفاءات وأصحاب الرأي والمشورة، وهم على دراية وإطباق لناحية إشباع الرؤية الواضحة والمستقبلية في زمن المتغيرات، وهذا ينطبق على وجه هندسي له تجارب واضحة، لها مصداقيتها في التعاطي، والتشابك المحوري بين المكونات المجتمعية المحيطة والأكثر أهمية بين مجتمع خليط متعدد الرؤى يصعب على كثيرين جذبهم والتعاطي معهم على عكس ما عهدتها المنطقة.