حكومة الإنقاذ الوطني تنظم حفلاً خطابياً بمناسبة ثورة 14 أكتوبر المجيدة وتستحضر بطولات مناضلي الثورة اليمنية
بحضور اللواء عوض العولقي محافظ شبوة
حكومة الإنقاذ الوطني تنظم حفلاً خطابياً بمناسبة ثورة 14 أكتوبر المجيدة
وتستحضر بطولات مناضلي الثورة اليمنية
نظمّت حكومة الإنقاذ الوطني اليوم حفلاً خطابياً بمناسبة الذكرى الـ 59 لثورة الـ 14 أكتوبر 1963م، بحضور عضوي المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي وجابر الوهباني.
وفي الحفل أكد عضو السياسي الأعلى الرهوي أن ثورة 14 أكتوبر جسدت نضالات شعب اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي لتحرير جزء غالٍ من الوطن اليمني بقيادة المناضل غالب بن راجح لبوزة ومعه 700 مقاتل عادوا من شمال الوطن بعد لقائهم المشير عبدالله السلال والمشير عبد الحكيم عامر اللذين وعداهما بالدعم والإسناد ووجههم إلى أحد الضباط في الجنوب واسمه فخري عامر المسؤول عن دعم الثورة في الجنوب.
وأشار إلى أن ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة بدأت بـ 120 ألف طلقة رصاص و120 لغم و40 بندقية خشبية أرسلت إلى ردفان ليتولى المناضل لبوزة تفجير وإشعال فتيل الثورة من على جبال ردفان ومعه ثلة من القادة الفدائيين والثوار الأحرار الذين استطاعوا مواجهة المستعمر البريطاني بقاعدة الحبيلين ومنعه من التقدم.
كما أكد الرهوي أن ثورة 14 من أكتوبر ثورة كل الأحرار والشرفاء من شمال الوطن وجنوبه دامت وصمدت أربع سنوات حتى رحيل آخر مستعمر بريطاني عن جنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر عام 1967م.
وأوضح أن الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، كان يراهن على عاملين لإطالة أمد الوجود البريطاني في الجنوب عبر استقراء حالة الضعف التي وصل إليها الثوار من الاقتتال الذي حدث بين الجبهة القومية وجبهة التحرير في السادس من نوفمبر عام 1967م بعد يوم مما يسمى انقلاب الخامس من نوفمبر في شمال الوطن، والذي كان يعتقد أن هذه الأحداث ستؤدي إلى انهيار في صفوف الثوار في الشمال والجنوب.٠
وذكر أن يوم الاستقلال في الجنوب كان رداً عملياً على نكسة الجيوش المصرية والسورية عام 1967م .. وقال” ثورة أكتوبر يجب ان نستلهم منها الدروس والعبر ونستفيد من مآثرها ومخزونها البطولي والكفاحي في مواجهة المستعمر الجديد القديم”.
وأضاف الرهوي:” لدى المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ الوطني ثلاثة مطالب حقوقية ومشروعة للقبول بتمديد الهدنة تتمثل في دفع المرتبات لموظفي الدولة في الشمال والجنوب وفتح مطار صنعاء مع تعدد الوجهات، ورفع الحصار عن الموانئ اليمنية والسماح بدخول المشتقات النفطية والأدوية بسلاسة”.
ولفت إلى أن دول العدوان وسفراء أمريكا وبريطانيا يختلقون الأقاويل ويضللون الرأي العام المحلي والدولي فيما يتعلق بالمطالب المستحقة للقبول بتمديد الهدنة.
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن ثورة 14 أكتوبر أسست لتجربة وطنية واسعة هي إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وما تلاها من إنجازات.
ولفت إلى أن الحضور الكبير لقيادات الدولة من المجلس السياسي والمؤسسات الدستورية البرلمانية والحكومية والقضائية والشوروية يأتي بمثابة تكريم لواحدة من المحطات الاستثنائية في حياة الشعب اليمني.
وقال: “كحال معظم الثورات تم في هذه الثورة نسيان الكثير من المناضلين الذين صمدوا صمود الأبطال، وهم يحضرون مع الشهيد الأول في هذه الثورة راجح بن غالب لبوزة، الذي قاد مع مجموعة من قيادات الجبهة القومية وجبهة التحرير، هذه الثورة، وبذلوا جهوداً كبيرة في حشد طاقات المجتمع بجنوب الوطن وشماله آنذاك، أدت إلى انبلاج فجر الثورة”.
وأضاف: “ثورة الـ14 من أكتوبر جزء من تاريخ الشعب اليمني، لا يستطيع أحد أن يقول إنها جزء من تاريخه الشخصي أو الجهوي أو الشطري، لأن من سقطوا شهداء فيها هم من كل أرجاء الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه، كما أن قيادتها هم قيادات يمنية بحتة، فيما يظل الانفصال هو النقطة السوداء في تاريخ اليمن إذا ما أخذنا أن هذا التاريخ الطويل لليمن سيستمر بإرادة شعب وقيادة واحدة وبشهداء موحدّين وبفكر يمني موحد”.
وتابع: “الذين بحثوا ويبحثون في أضابير المستعمر البريطاني ليجدوا ورقة هنا وأخرى هناك، بأن جنوب اليمن كان ذات يوم اسمه الجنوب العربي، عليهم أن يعلموا أن ذلك المشروع والمسمى الاستعماري الخبيث، قد أسقطته الجبهة القومية وجبهة التحرير في مسار نضالهم من أجل تثبيت الثورة المباركة
وأكد رئيس الوزراء أن المناسبة تقتضي تذكّر الرموز التي حضرت وساهمت وعملت بجد من أجل الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، ولتثبيت معايير وطنية عامة.
ولفت إلى أن الثورة الفتية 21 سبتمبر بقيادة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، جاءت لتعطي زخماً إضافياً للثورة اليمنية وإعادة الاعتبار للشهداء في جنوب اليمن وشماله وشرقه وغربه، ولتأكيد واحدية الثورة وإرادة الشعب اليمني الموحد.
وبيّن الدكتور بن حبتور أن كل من حضر وشارك في مسيرة هذه الثورة ونهجها المقاوم بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، هم أبطال كبار ومجاهدون عظماء، إبتداءً بالجندي الذي قاتل في جبهات المواجهة، مروراً بالموظف البسيط، وانتهاءً بقيادات المجلس السياسي الأعلى ومجالس النواب والشورى والوزراء والقضاء، وقيادات وزارات الدفاع والداخلية والأمن.
كما أكد أن جميع الذين صمدوا في صنعاء يُعدون أبطالا وأحراراً، لأن صنعاء كانت وستظل منبراً عالياً للكرامة والحرية والشموخ والبطولة.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن الحلول القادمة ستأتي من صنعاء وليس من عواصم الاحتلال والعدوان.. معبّراً في ختام كلمته عن الشكر لمن نظّم الفعالية من المعنيين برئاسة الوزراء ووزارة الثقافة وكل من حضر وشارك فيها.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل ورئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، وأعضاء من مجالس الوزراء والنواب والشورى واللواء الركن عوض محمد بن فريد العولقي محافظ محافظة شبوة وهاشم السقطري محافظ ارخبيل جزيرة سقطرى، أشار أمين العاصمة حمود عباد إلى أن دلالات ثورة 14 أكتوبر المجيدة، تؤكد مواصلة الدرب والنضال الذي اخطته أحرار سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر حتى تحقيق الاستقلال وتطهير اليمن من كافة أشكال الوصاية والارتهان الخارجي.
وأشاد بتضحيات الرواد الأوائل من المناضلين في الشمال والجنوب الذين فجروا أعظم ثورة في تاريخ اليمن وتمكنوا من القضاء على أطول استعمار بريطاني كان يستحكم على كل مفردات الحياة في الشطر الجنوبي من الوطن.
وأكد أن الفعالية التي تقيمها حكومة الانقاذ برعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى، تجسد في المقام الأول وحدة الشعب اليمني في الدفاع عن وطنه وسيادته ومواجهة كل أشكال الاستعمار والاحتلال وتطهير اليمن من دنس الغزاة والمحتلين.
ولفت عُباد إلى أن الشعب اليمني بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي قادر على مواصلة النضال والجهاد في مواجهة كل محتل ومستعمر وتطهير تراب الوطن وسيادته ولن يهدأ له بال حتى يخرج آخر محتل من أرض اليمن كما خرج آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
واعتبر الاحتفال بالذكرى الـ 59 لثورة 14 أكتوبر تكريماً للمناضلين الأبطال الذين قضوا وجاهدوا وقدموا دمائهم وأرواحهم في سبيل الله ودفاعاً عن عزة وكرامة وسيادة الوطن.
فيما تطرقت عضو مجلس الشورى فاطمة محمد بن محمد في كلمة المناضلين والمرأة، إلى دور المناضلين الأحرار الذين غيبهم التاريخ في شمال الوطن وجنوبه ودور القيادات النسوية النضالية التي شاركت في الكفاح المسلح لنيل الحرية والاستقلال وتحرير جنوب الوطن من المستعمر البريطاني.
وأشارت إلى اليوم التاريخي الذي تجسدت فيه حقيقة النضال اليمني ضد الامبراطورية التي لم تغيب عنها الشمس وجثمت على صدر جنوب اليمن قرن و28 عاماً، وكانت الإرادة الشعبية الحرة هي الأقوى لدحر تلك الإمبراطورية .. مبينة أن مصير قوى العدوان والاحتلال الجديد سيكون اسوأ من مصير المستعمر البريطاني.
وأكدت فاطمة محمد بن محمد أن الرواد الأوائل لثورة 14 أكتوبر و30 نوفمبر هم من مختلف المحافظات اليمنية ولولا دعم ثورة 26 سبتمبر لما نجحت ثورة 14 أكتوبر.
وذكرت أن الثوار واجهوا أعتى المعدات العسكرية في مرحلة الكفاح المسلح منذ بداية الثورة التي انطلقت من قمم جبال ردفان وبذلوا الغالي والنفيس مسترخصين دمائهم لكسر شوكة الطغاة ولتحقيق الهدف الكبير الذي يحتفل اليوم بذكراه الـ59 من ثورة أكتوبر المجيدة.
تخلل الحفل بحضور رؤساء وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية وعدد من مناضلين الثورة اليمنية والرموز الوطنية وأبطال التحرير، ومشايخ وشخصيات اجتماعية وقيادات عسكرية وأمنية، قصيدة للشاعر عبد الكريم الحنكي، ولوحة فنية ممزوجة بالفلكلور الشعبي للفرقة الوطنية التابعة لوزارة الثقافة
سبأ