تقارير

زيارة العليمي للمهرة .. تداعيات كارثية ومشاريع ” وهمية

زيارة العليمي للمهرة .. تداعيات كارثية ومشاريع ” وهمية “

بفضائح فساد ومشاريع وهمية وخنق إقتصادي ، لاتزال محافظة المهرة الواقعة شرقي اليمن تعاني من شؤم زيارة رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إليها قبل أسابيع .

 

لم يكن الرجل فأل سوء فقط بما جلبه من مصائب للمحافظة ، والتي كانت بالتأكيد أفضل حالاً قبل وطء قدمه لأراضيها ، بل زاد على ذلك برمي الإتهامات جزافاً لأبناء المهرة ، ووصفهم ب” الإرهابيين والمهربين ” .

 

” حامل المسك ” للمهريين كما زعمت مؤسساته الإعلامية إبان الزيارة ، نفخ (الكير ) على وجوه أبناء المحافظة المسالمة ، مردداً ادعاءات ” تزعم وجود عمليات تهريب أسلحة ومخدرات للجماعات الإرهابية عبر المهرة” .

 

وفي كلمته التي ألقيت ، خلال لقاء موسع في مدينة الغيضة ، وصف العليمي محافظة المهرة المسالمة بأنها” البوابة الشرقية لليمن ولتهريب الأسلحة والمخدرات لعناصر التنظيمات الإرهابية ومليشيا الحوثي”.

 

تصريحات العليمي أشعلت موجة استهجان على وسائل التواصل الإجتماعي ، كون محافظة المهرة تعرف بسلمية أبنائها ، فيما بلغ الغضب ذروته ، مع فضيحة فساد بمبلغ ٥٠٠ مليون ريال سحبت بأوامر العليمي ليلة عيد الأضحى، من فرع البنك المركزي في المهرة ، وفق رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليوم” سيف الحاضري .

 

الحاضري وصف عملية سحب المبلغ المالي الضخم من قبل العليمي بأنها ” عبث بأموال الشعب اليمني ” وقال ، عبر حسابه في منصة اكس ، “بجرة قلم .. خمسمائة مليون .. يتعاملون مع البنك المركزي كأنه صندوق خاص” ، متسائلاً بتهكم : “إذا لم يكن هذا الفساد بعينه فكيف يكون الفساد ؟! ” .

 

ومازاد الطين بلة ، هي المشاريع التي افتتحها في المحافظة بملايين الدولارات ، وزعم إعلامه أنها ستنهض بالمحافظة ، إذ كشفت مصادر مطلعة في المهرة بأن كل تلك المشاريع ” وهمية ” ولا أساس لها من الصحة ، ولم تكن سوى امتداد لمسلسل فساد الرجل وحاشيته ، فيما كلفتها الفعلية هي قيمة أحجار الأساس التي دشنت أمام شاشات التلفاز .

 

فساد مستشري يقابله تدهور الظروف المعيشية لأبناء المهرة كغيرهم من أبناء اليمن ، بل إن ذلك التردي اتسع ليمس رجال الأعمال ، الذين أكدوا بأن السعر المرتفع للصرف في المحافظة ، دفع بالكثيرين إلى استيراد السلع والبضائع عبر ميناء الحديدة الخاضع لسلطة الحوثيين ، إذ يبلغ سعر صرف الدولار هناك 250 ريالاً مقارنة ب750 ريال في المهرة ، الأمر الذي أغرق المحافظة في وحل من الركود الإقتصادي .

 

وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه أبناء المهرة انتعاشاً يخفف وطأة المعاناة التي تعيشها المحافظة ، كانت زيارة العليمي ، تدشيناً للمزيد من الحرمان ونهب للمال العام ، ليؤكد بأنه لا استثناء أمام هوامير الفساد ، حتى ولو كانت محافظة المهرة المنسية عبر التاريخ من التنمية والخدمات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى