غياب التشاور مع العائلات الزحلية يهدد تحالفات الضرورة الهشّة بين القوات وسكاف

غياب التشاور مع العائلات الزحلية يهدد تحالفات الضرورة الهشّة بين القوات وسكاف
بيروت ـ أحمد موسى
يبدو أن زحلة تثبت مع كل استحقاق أنها “مقبرة الأحزاب” ، إلى أن دخلنا في عمق المعركة البلدية التي يبدو أنها لن تكون سهلة وفق ما يروّج لها “المنتشون” الجُدد ، هي نشوة الصدفة تقودها القوات اللبنانية أمام ضفة ضعيفة متشتتة كانت سبباً في نشوة “التمثيل المسيحي” سياسياً ، في وقت كان الآخرون يتلهون في صوغ التحالفات واعتلاء المنابر ، إلى أن وضع الاستحقاق البلدي أوزاره ، “اقتنصت” القوات اللبنانية الفرصة بشطارة ، وكان لا بدّ لها من التفتيش عن حليف يؤمن لها الصعود ويضمن لها النتائج في تحقيق الفوز بلدياً.
حاولت القوات “التفاوض” مع رئيس البلدية الحالي المهندس أسعد زغيب ، لكنها وجدت فيه صلباً في التفاوض قابضاً على جمر النتائج الأمر الذي وضعت التفاوض معه كمن يفاوض على الزئبق في اليد ، “مرة كانت المفاوضات مع زغيب” وفق ما نُقل عن المفاوضين. مفاوضات الربع الساعة الأخيرة ، قضي الأمر في بشري توافقياً ، تلقفته القوات اللبنانية لتسوقه في زحلة ، مشترطاً خوض التحالف برئيس قواتي تستطيع معه “فرض” تحالف على قياسها السياسي ، فكان التصويب على “الكتلة الشعبية” في زحلة ، مدركة صعوبة خوض معركة منفردة في معركة مجلس بلدي للمدينة جاهلة بنتائجها محسومة الفشل بغير تحالف مع فريق يؤمن لها الوصول بالقدر الممكن.
هي مفاوضات انتهت إلى “خاتمة” فتحالفت القوات اللبنانية مع الكتلة الشعبية ، وقضى الاتفاق على خوض الإنتخابات البلدية بـ”لائحة موحدة” ، فوقع الإختيار على المهندس “سليم غزالة” ، غزالة الذي أعلن خوض المعركة البلدية بإسم ودعم من القوات متحالفاً مع الكتلة الشعبية ، توافق قواتي – سكافي نتاج للقاءات ماراتونية لم تخلو من الخلافات وشد كباش والتهديد من رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف بتشكيل لائحة تضم المعارضين لـ”القوات” إذا أصرت القوات على خوض البلدية برئيس حزبي قواتي ، الأمر الذي اضطرها (القوات) إلى القبول بتعديل المطالب في الأسماء والأرقام ، فتخلت وتراجعت القوات عن ترشيح المهندس شربل سكاف الذي اعتبرته سكاف مستفزاً واستبدلته بصديق لها المهندس سليم غزالة.
صحيح أن غزالة ليس حزبي وهنا نجحت ميريام سكاف بإبعاد الحزبيين عن البلدية ، لكنه مقرب من الكتلة التي ترتبط عائلته معها بعلاقة تاريخية ، وافقت سكاف على ترشيح غزالة ، جاء ثمرة تفاهم وتحاور مع القوات اللبنانية كان بمثابة “إقرار” من القوات بـ”وزن” الكتلة الشعبية في زحلة ، الأمر الذي دفع خصوم “معراب” ، وفي مقدمتهم “التيار الحر” والثنائي الشيعي ، إلى دعم لائحة الرئيس الحالي للبلدية المهندس أسعد زغيب، وقد ينضم إليهم حزب الوطنيين الأحرار أيضاً ، أما الكتائب اللبنانية وإن جاهرت معلنة تحالفها مع القوات على مستوى لبنان ، لكن زحلة تختلف ، خاصةً وأن تحالف القوات مع سكاف دونه إحراج كتائبي لتخرج من معادلة التحالفات القواتية مع الكتائب في غير مكان ، أمر وضع الكتائب في معادلة اصدقاء الأمس أعداء اليوم ، “إلا أن التحالف القواتي ـ سكاف يبدو أنه أمام مواجهة جديدة قد تفضي إلى طلاق ، لأن التحالف لم يبني وكأنه زواج ماروني بل أشبه بمساكنة وضعت ضروفه مرحلية قوامها الإستحقاق البلدي ، وهو لا يؤسس لمرحلة سياسية جديدة وعقد قران ماروني لمرحلة الاستحقاق النيابي القادم” وفق ما يتردد في الأوساط الزحلية وبين العائلات الزحلية الكبيرة ذات وزن انتخابي وقوة تجييرية متماسكة لا يمكن تجاهلها ، خاصة ووفق المصادر نفسها ، أن التحالفات الانتخابية البلدية والسياسية حصلت بـ”معزلٍ عن التشاور وإشراك الرؤية التحالفية وبنية مقوماتها التي تشكل العائلات الزحلية أساس اعمدتها وبناها ، وبالتالي التشارك يعكس قوة المعركة وضمانة النتائج”.
فالتحالف القائم بين القوات وسكاف وضع الكتائب أمام خيارين أحلامها مر “المشاركة الكتائبية في الاستحقاق البلدي ترشيحاً واقتراعاً” مع زغيب المدعوم من النائب ميشال ضاهر ، حيث لا يقتصر الدعم والمشاركة من الكتائب بفعل الخلافات والاتهامات السابقة بين الكتائب وسكاف التي تحولت إلى نزاع قضائي ، فضلاً عن احتمالات قوية مفتوحة بمشاركة ودعم أمام التيار الحر لزغيب ، رغم التوتر بين زغيب ورئيس التيار النائب جبران باسيل ، لكن “الضرورة قد تفرض إعادة التحالف لمواجهة القوات اللبنانية” ، بحسب مصدر مسؤول في التيار الحر ، الذي أشار إلى أنه ليس هناك أي تواصل مع “القوات” رغم أن المرحلة تستدعي كسر حاجز الخلاف والاختلاف ، الذي أبقى الباب مفتوحاً أمام خيار ثالث واللجوء إلى إمكانية تشكيل لائحة ثالثة.
وعلى ضوء التجاذب الانتخابي البلدي الزحلي ، تتجه الأنظار على الصوت الاسلامي وحجمه تصويتاً في المدينة ، خصوصاً أن أصوات الطائفة الشيعية يشكلون قوة تجييرية متماسكة ويشكلون القوة الثالثة تصويتاً واقتراعاً بنسبة تقارب الـ13٪ متجاوزين الـ٨ آلاف صوتاً ، فيما يبلغ عدد أصوات الناخبين السنّة نحو 5700 صوتاً أي ما نسبته حوالي 8.5٪ ، وهنا يسعى زغيب إلى استمالة الأصوات الشيعية والسنية رغم المآخذ الكثيرة لأبناء الطائفتين عليه ، وهو أمر يستحيل أن يصوتوا لغير لائحة زغيب إذا ما فرض التيار الحر صوغ لائحة مستقلة عندها ينقسم الصوت المسلم في ظل التباعد الكبير والانقسام العامودي الحاد بين “القوات” و”المستقبل”.
وأمام هذه المشهدية البانورامية لزحلة ، فإن صوغ التحالفات القائمة كما هي تبدو هشّة” خاصة الثنائي المسيحي الجُدد (القوات – سكاف) ، حيث يتردد في الأوساط الزحلية والعائلية عن “فرض” مرشح لرئاسة البلدية على الزحليين ، خاصةً وأن المهندس سليم غزالة ، غير معروف في الأوساط الزحلية ، ما اعتبروه “مرشح طارئ فرضته الصدفة” فضلاً عن التحالف القائم أشبه بـ”بناء على رمالٍ متحركة”.