قائد الثورة: لم نكترث لرسائل التهديد الأمريكية لثنينا عن موقفنا الداعم للقضية الفلسطينية
في كلمته خلال تدشين الذكرى السنوية للشهيد
قائد الثورة: لم نكترث لرسائل التهديد الأمريكية لثنينا عن موقفنا الداعم للقضية الفلسطينية
كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه ومنذ بداية الأحداث في فلسطين تلقت صنعاء رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي لثنيها عن موقفها الداعم والمساند للشعب الفلسطيني لكنها لم تكترث لذلك.
وقال قائد الثورة في كلمته اليوم خلال تدشين الذكرى السنوية للشهيد ” إن الأمريكيين قالوا في رسالتهم بأنهم وجهوا دول المنطقة بألا يكون لها أي ردة فعل تجاه ما يحدث في فلسطين، فقلنا لهم لا تحسبونا معهم، فلسنا ممن يتلقى التوجيهات منكم أو يخضع لأوامركم”.
ولفت إلى أن الشعب اليمني اتخذ هذا الموقف وهو مستعد لكل تبعاته، كونه شعب مجاهد رفع راية الجهاد وقدم التضحيات الكبيرة في ثباته على موقفه تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الأمريكي “يتجه للضغط علينا عبر التهديد المباشر وبعودة الحرب مع التحالف وإعاقة الاتفاق مع التحالف بعد أن كان وشيكًا وعرقلة المساعدات الإنسانية، وكل هذه الخطوات لن تخضعنا وتصرفنا عن موقفنا لأنه موقف مبدئي صادق، فشعبنا شجاع وحر ولن يخضع أو يستعبده أحد لا الامريكي ولا البريطاني ولن يرده عن موقفه أحد”.
وأكد قائد الثورة استمرار الانشطة والجهود في إطار هذا الموقف الصحيح والمشرف على كل المستويات، على المستوى العسكري والتبرعات عبر الحملة الوطنية التي تشرف عليها اللجنة العليا لنصرة الأقصى.. لافتا إلى أن تجربة الشعب اليمني ومعاناته ومظلوميته تساعده على مواصلة الاهتمام والألم تجاه ما يحصل في فلسطين.
وأضاف “منذ أول يوم رفعنا فيه شعار الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وإلى اليوم، عبرنا عن موقفنا الثابت والمبدئي تجاه فلسطين حتى أثناء العدوان الذي لا زلنا نعاني منه حتى الآن، وهو الموقف الصحيح المنسجم مع الضمير والقيم الفطرية والانسانية ونحن كذلك على كل المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية، فكل وسائل إعلامنا تدعم القضية الفلسطينية، وعلى مستوى التبرعات المالية على الرغم من الضائقة المالية التي سببها العدوان والحصار، وهناك تحرك مستمر على المستوى الرسمي والشعبي ومقاطعة البضائع الامريكية الاسرائيلية كأحد أهم المواقف التي يجب أن تتبناها شعوب الأمة”.
وذكر أن الشعب الفلسطيني يعاني اليوم من همجية العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا ويعيش فصلا من فصول الإجرام اليهودي الذي هو معتدي ومحتل لفلسطين ويمارس الظلم والإجرام بحق فلسطين على مدى سبعين عاما.. مبينا أنه وأمام مأساة الشعب الفلسطيني الكبيرة لأكثر من 70 عامًا نرى موقف أكثر من مليار مسلم محدودًا وضعيفًا.
وقال ” اليهود يمارسون الابادة الجماعية بكل أساليبهم الإجرامية من القتل الجماعي واستهداف المنازل والأحياء السكنية المكتظة بالسكان بما يسمونه بالأحزمة النارية لإبادة كل من فيها، والقتل بدم بارد بالقصف العشوائي للناس في المساجد والمستشفيات والمدارس التي لجأوا لها على أنها تحت حماية الامم المتحدة ومع ذلك يتعرضون للاستهداف والقتل حتى في الطرقات والأماكن التي يتم تجميعهم فيها لإعدامهم بدم بارد.
وأشار قائد الثورة إلى أن العدو الصهيوني يمارس كل وسائل الإجرام والابادة بحق الشعب الفلسطيني وهناك مشاهد تنقلها وسائل الإعلام عن حجم الجرائم والمآسي المؤلمة وقد تجاوز عدد الشهداء 11 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء، والتي تكشف مستوى التوحش والنزعة الإجرامية للعدو الصهيوني وحجم المظلومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.. وقال ” وصل الحال بالهمجية الاسرائيلية بأن يقوم الصهاينة بالأمس بسحق المدنيين بالدبابات والعبور من فوق اجسادهم في بعض شوارع غزة في همجية وطغيان غير مسبوق في ظل تخاذل عربي وإسلامي”.
وذكر أن من ضمن تلك الهمجية والتوحش تركيزهم على المستشفيات كأهداف أساسية بالقصف والحصار والحيلولة دون حصول المرضى والجرحى حتى من الاطفال والنساء على العلاج كما يستهدفون سيارات الاسعاف لمنع إنقاذ المصابين.
وأشار إلى أن من المهم للجميع أن يشاهد هذه الانتهاكات والفظائع علها تحيي الضمائر الميتة للبعض من أبناء الأمة.. وقال ” البعض من أبناء الامة ماتت ضمائرهم وتحتاج إلى ما يحييها ومن شأن تلك المشاهد في غزة إيقاظ جميع الضمائر من حالة الغفلة والسبات”.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني يستهدف حتى الافران والمخابز للحيلولة دون حصول الشعب الفلسطيني في غزة على الغذاء، كما يستهدف كل مقومات الحياة ومنع الماء ويستخدم كل وسائل الإبادة والاجرام في ظل حصار خانق إسرائيلي وعربي.
وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الدول المجاورة لفلسطين لا تبادر بجدية لإدخال المواد الإنسانية إلى غزة ولا تسعى لأن تفرض إيصال هذه المواد الغذائية والدوائية التي هي حق مستحق وفقا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وقال :” في ظل هذه المأساة يطلب الفلسطينيون النجدة والاغاثة من أبناء الامة الإسلامية ويذكرونها أنهم جزء منها فلماذا لا تتحرك الامة لإغاثتهم”.. لافتا إلى أن على أبناء الأمة مسؤولية أمام الله تعالى ومسؤولية إنسانية وأخلاقية وقومية إزاء ذلك وفي المقدمة العرب الذين عليهم مسؤولية قبل غيرهم وأكثر من غيرهم فلماذا لا يتحركون بالشكل المطلوب وبمواقف عملية ترقى إلى مستوى المسؤولية والمأساة.
وأوضح أن غالبية الأنظمة العربية تفقد الجدية ولا تمتلك الإرادة ولو في الحد الأدنى للتحرك الجاد تجاه ما يجري في فلسطين.. وقال:” حتى القمة الاخيرة التي عقدت تحت عنوان قمة عربية إسلامية طارئة تمثل 57 بلدا لم تخرج بأي إجراء عملي وهذا أمر محزن”.
وأضاف:” يقولون إن هذه القمة الطارئة التي تمثل كل المسلمين أي مليار ونصف المليار مسلم خرجت ببيان عبارة عن مطالبة كلامية بدون أي موقف أو إجراء عملي، فهل هذه هي إمكانيات وقدرات وثقل 57 دولة وأكثر من مليار ونصف المليار مسلم وعربي، أن يخرجوا ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية أو من شخص واحد”.
وأشار قائد الثورة إلى أن القمة لم تتخذ أي إجراء عملي بل أنه عندما تقدمت بعض الدول مثل الجزائر وتونس والعراق بمقترح لصيغة أقوى وأفضل يتضمن بعض الخطوات العملية وهي بسيطة جدا رفضتها بعض الدول الأخرى وفي المقدمة السعودية ليكون كل ما تخرج به بيان عادي سخر منه الاسرائيلي ولم يبالي به ورأى فيه أنه يراعيه وأنه يكبل هذه الامة كي لا تتخذ أي إجراء عملي.
وأفاد بأن موقف بعض الدول العربية لم يصل إلى مستوى موقف بعض الدول غير العربية والاسلامية مثل كولومبيا وبعض الدول من أمريكا الجنوبية التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل وقاطعت العدو الصهيوني وكان لها موقف أقوى من مواقف كثير من الأنظمة العربية تجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني ومأساته في غزة.
وذكر أن موقف بعض الدول العربية وصل إلى مستوى عدم الاكتفاء بالتخاذل كما يحصل بل التواطؤ من تحت الطاولة بالاتفاق مع الامريكي بأن يفعل الصهيوني ما يريد بالفلسطينيين في غزة من أجل القضاء على المجاهدين وإخراج غزة عن سيطرتهم لكي تبقى تحت السيطرة الصهيونية سواء بطريقة مباشرة أو عبر السلطة الفلسطينية التي لا تمتلك السيطرة في الضفة حتى تسيطر على غزة.. لافتا إلى أن هناك تواطؤ من بعض الدول العربية ودور سيء لإعلامها الذي لا يناصر الشعب الفلسطيني أو يقف معه في غزة.
وقال :”لقد أدمى قلوبنا وأحزننا وأغضبنا وآسفنا جدا ما قام به النظام السعودي بالتزامن مع ما يحصل في غزة من مأساة كبيرة وجرائم رهيبة من قبل العدو الصهيوني فإذا به يعلن عن موسم الرياض للرقص والمجون، واستضافة عدد كبير من الفرق الغربية المروجة للشذوذ والفاحشة والرذيلة، وينفق مليارات الدولارات على مغنية يهودية لتفتتح الموسم بأغنية تسيء فيها إلى الله تعالى بعبارات صريحة، وبالتزامن مع ذلك يقوم اليهود الصهاينة بقتل وإبادة الاطفال والنساء والكبار والصغار في غزة، وفيما القنابل والصواريخ الامريكية تمزق الأطفال إلى أشلاء”.
وتابع:” أي مشهد هذا وأي ارتداد أخلاقي وقيمي وإنساني وتنكر حتى للأعراف القبلية والقيم الفطرية والإنسانية وأمر مؤسف أن يحصل في واقع الأمة”.
وأشار إلى أن الواقع الرسمي العربي ومعظم الدول العربية والإسلامية لم تتحرك تجاه ما يحصل كما ينبغي وبحجم المسؤولية ولو بالدافع الانساني والاخلاقي، وتلاشت كل العناوين، عن العروبة والحضن العربي فلم يتم مشاهدة ذلك تجاه ما يحصل لأبناء فلسطين في غزة.
وبين أنه وفي مقابل ذلك تحرك الأمريكي منذ البداية وأكثر من غيره ليمد الصهاينة بكل أشكال المدد والمساندة والدعم عسكريا عبر جسر جوي يزودهم بكل أنواع الاسلحة والمتطلبات الأخرى كالمستشارين العسكريين والدعم السياسي وتوفير قطع حربية في البحر الأبيض المتوسط وفي البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام، وتحويل اهتمام القواعد العسكرية في المنطقة لصالح العدو الصهيوني، إلى جانب الدعم المالي بمليارات الدولات والضغط على بعض الدول العربية بان تستجيب للأمريكي فيما يطلبه أو يريده.
وقال “بادر البريطاني والفرنسي والإيطالي والألماني والدول الغربية إلى مساندة العدو الصهيوني بكل أشكال المساندة والدعم، وبالأمس قام الأمريكيون والأوروبيون بالتحريض على المستشفيات في غزة، وتبني المنطق الإسرائيلي بأن فيها مواقع ومقرات لقادة حماس”.. لافتا إلى أن هناك تضافر وتعاون من قبل الغرب الكافر مع الاسرائيلي المجرم الذي هو في موقف المعتدي فيقفون معه ويقدمون له كل أشكال الدعم والمساندة بينما يتخاذل أغلب المسلمين عن تقديم السند والدعم للشعب الفلسطيني المظلوم وهذه مقارنة خطيرة على الأمة.
وتساءل:” لماذا لا يقف أبناء هذه الأمة مع المظلوم منهم وفي يعاني من مظلومية كبيرة ومأساة يفترض أن تؤثر عليهم وتحيي ضمائرهم وتحرك فيهم المشاعر الإنسانية بالحد الأدنى بغض النظر عن مسؤولياتهم الدينية المقدسة في الوقوف مع المظلوم ضد الظالم، فلماذا لا تقف أمتنا مع المظلوم منها بقدر ما يقف أعداؤها مع الظالم منهم، هناك خلل كبير جدا ولذلك ندرك اهمية مثل هذه المناسبات لإحياء الروحية الجهادية في الأمة والشعور بالمسؤولية”.
وتابع بالقول :”نحن في يمن الإيمان والحكمة نسعى بكل جهد ومن خلال ثقافتنا القرآنية وانتمائنا الايماني إلى أن نقف الموقف الصحيح المنسجم مع انتمائنا للإسلام والانتماء الانساني والكرامة الانسانية والمسؤولية الدينية المقدسة في الجهاد في سبيل الله، فمنذ بداية هذا الفصل الجديد من العدوان الهمجي اليهودي الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني وما يرتكبه من جرائم في غزة كان موقف شعبنا مشرفا”.
وأضاف ” أعلنا منذ اليوم الأول وقوفنا بشكل كامل مع أبناء شعبنا الفلسطيني والمقاومة في غزة الوقوف على المستوى العسكري وعلى كافة المستويات وأن نتحرك في كل المجالات بكل ما نستطيع لنصرتهم والوقوف معهم وهذا الموقوف هو موقف رسمي وشعبي أيضا، وتحرك فيه كل أبناء الشعب بمختلف فئاتهم، وعبر عنه العلماء في بياناتهم وأنشطتهم، وكذلك النخب والأحزاب والجماهير الكل يتحرك في إطار هذا الموقف الصحيح الذي هو أنموذج حتى لبقية الشعوب العربية والإسلامية”.
وأكد قائد الثورة أن الشعب اليمني جسد هويته الايمانية بخروجه الجماهيري في المظاهرات والمسيرات بشكل لا مثيل له في أي بلد عربي أو إسلامي أو حتى على المستوى العالمي، وهو تعبير عن حالة الغضب والمساندة للشعب الفلسطيني، وعن الموقف الحازم من العدو الإسرائيلي.
كما أكد أنه “وعلى مدى السنوات الماضية قلنا ونقولها اليوم لو يتوفر لشعبنا العزيز منفذ بري يتحرك من خلاله إلى فلسطيني لتحرك بمئات الآلاف من المجاهدين الأبطال الأحرار الذين سينطلقون بكل رغبة لنصرة الأشقاء في فلسطين، ونتمنى من الدول التي تفصل بيننا جغرافيا عن فلسطين المحتلة بأن يختبروا ويجربوا مصداقيتنا ومصداقية شعبنا بأن يفتحوا منفذا بريا للعبور فقط ليصل من خلاله أبناء شعبنا بمئات الآلاف إلى فلسطين للإلتحام المباشر ومواجهة العدو الصهيوني”.
وأوضح أنه وعلى مستوى التحرك العسكري بالوسائل المتاحة والمتوفرة فاليمن لم يألوا جهدا وقد نفذت القوة الصاروخية عددا من العمليات والقصف بالصواريخ بعيدة المدى إلى جنوب فلسطين المحتلة، لاستهداف أهداف إسرائيلية، وكذلك الحال بالنسبة للطيران المسير الذي نفذ العديد من العمليات التي كان آخرها البارحة”.
وأكد قائد الثورة أن “القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر، إلى جانب التخطيط لعمليات إضافية في كل ما يمكن أن نناله من أهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين فلن نتوان عن فعل ذلك”.
وقال :” أما بالنسبة للبحر الاحمر وبالذات باب المندب وما يحاذي المياه الاقليمية اليمنية فعيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية، وليعرف الجميع أن العدو الاسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر وباب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ على أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه، كما يغلق أجهزة التعارف، ولكن مع ذلك لن يفلح وسنبحث حتى نتحقق من السفن التابعة له، ولن نتوان عن استهدافها”.
وأضاف:”في الوقت الذي يرفع العدو العلم الاسرائيلي في سفاراته بعواصم دول عربية لا يجرؤ هذا العدو على رفع العلم الصهيوني على سفنه العابرة في البحر الأحمر وباب المندب بل يرفع أعلام دول أخرى ليموه عن نفسه، لكننا بإذن الله سنظفر بهم وننكل بهم وبأي مستوى تناله أيدينا وإمكاناتنا لن نتردد في استهداف العدو الاسرائيلي، وهذا هو موقفنا الصريح والمعلن والواضح، وليعرف به كل العالم”.
وناشد كل الشعوب العربية والإسلامية بأن تتقي الله وتقاطع البضائع الامريكية والاسرائيلية وكل الشركات التي تدعم الصهاينة كسلاح مؤثر وفي متناول الجميع، حتى الشعوب التي تمنعها انظمتها من التظاهر والتعبير عن الكلمة تستطيع أن تؤثر من خلال المقاطعة.
وأضاف” نقول لمن يقلل من موقف شعبنا، من يفعل أكثر مما يفعله عسكريًا وفي كل المجالات فسنشكره ونثني عليه ولا داعي أن يأتي أحد ليشوش على موقفنا لأنه ليس للمزايدة بل هو موقف حقيقي”.. لافتا إلى أن موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية ليس مزايدة ولا مفاخرة، بل موقف مسؤول من منطلق إيماني وتأثيره واضح.
وأشاد قائد الثورة بمواقف كل الذين أيدوا الشعب اليمني ضد أمريكا والعدو الصهيوني ونحن نأمل من الجميع التعاون في إطار هذا الموقف الذي يفترض أن يكون موقفا جامعا بدلا من الثرثرة والتشويه أو التقليل من أهمية هذا الموقف أو التشكيك فيه.
وقال” موقفنا ليس لعرض العضلات ولا للمفاخرة والمباهاة ولا للمناكفة أو المزايدة، بل هو موقف مسؤول وصادق من منطلق إيماني، وبدافع إنساني وأخلاقي خالص، ولو كنا ننطلق بالحسابات والمصالح السياسية لكان اتجاهنا آخر”.
ولفت إلى أن من المهم الاستفادة من الدروس والعبر وتقييم واقع الأمة وتوجهاتها، فهذه الأحداث تفرز الناس على حقيقتهم وتبين من هم الصادقون من أبناء الأمة، وعلى من يقولون عن أنفسهم أنهم قادة العروبة أن يتفضلوا وليحملوا الراية ويتجهوا إلى فلسطين.. متسائلا ” أين هو الحضن العربي لماذا لا يحتضن الشعب الفلسطيني ويعيد فلسطين إلى الحضن العربي”.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذه الأحداث وكل ما سبقها تكشف مستوى عدائية العدو الصهيوني اليهودي للأمة، كما تبين حقيقة عداء اليهود والمجتمعات الغربية وزيف ما يتشدقون به من عناوين عن حقوق الإنسان والحريات وغيرها من العناوين.. وقال” أين هي حقوق الإنسان والمرأة والطفل في فلسطين؟ وعندما يأتي أي أحد من الغرب الكافر ليمرر مؤامراته تحت عناوين حقوقية سنلعنه”.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة لا تفعل شيئًا تجاه فلسطين وتختار العبارات المؤدبة جدًا مع العدو الإسرائيلي، ويصفون أبناء أمتنا بالإرهاب ويضعونهم في القوائم السوداء، وكل تلك العناوين ذهبت أدراج الرياح لأن القاتل هو إسرائيلي يهودي والمقتول هو مسلم.. مبينا أن أول من ينخدع في أمتنا بالعناوين الأمريكية والغربية هم النخب، بل يحملون تصورًا غبيًا تجاه تلك الحضارة الهمجية التي تصنع أفتك أنواع السلاح لقتل الأطفال والنساء.
وأكد أنه وبالرغم من حجم العدوان فإن الموقف البطولي للشعب الفلسطيني ومجاهديه كبير جدًا وهو محل إشادة وتقدير.. مشيرا إلى أن حجم المأساة كبير ويقابلها صبر عظيم وصمود من المجاهدين في غزة وثمرته هو النصر بالرغم من التخاذل الكبير في الوسط العربي والإسلامي إلا القليل على مستوى محور المقاومة وكذلك موقف بعض الدول العربية لا بأس به.
كما أكد أن المظاهرات في العواصم والمدن الغربية مهمة جدا ومن المهم أن تستمر وتتصاعد.. وقال” إذا استمر العدوان هناك إمكانية لأن تتوسع الحرب في المنطقة، وموقفنا ثابت ومستمر والوضع الداخلي يجب أن يستمر بالتفاعل والتوحد”.
وفيما يتعلق بالتغيير الجذري أوضح قائد الثورة أن العمل مستمر ضمن برنامج يومي لا يتوقف.. داعيا الشعب اليمني إلى التفاعل مع برامج وأنشطة الذكرى السنوية للشهيد والحملة الوطنية لنصرة الأقصى، وأن يبقى التفاعل مستمر كأولوية.
وتوجه قائد الثورة في كلمته بالتقدير والاعزاز لكل آباء الشهداء واقاربهم المضحين الصابرين المحتسبين.. مشيرا إلى أهمية هذه الذكرى السنوية للتركيز على تخليد ذكرى الشهداء والحديث عنهم وعن سيرهم وعطائهم باعتبارهم مدرسة نموذجية تقدم لنا وتجسد لنا قيم الإسلام ومبادئه عرفانا بحقهم واستفادة منهم واعترافا بعظم منزلتهم عند الله وبأهمية عطائهم فيما يتعلق بواقعنا وبما كتبه الله كثمرة لذلك لعطاء والتضحية من نصر وعز وحياة وكرامة لشعبنا وأمتنا.
ولفت إلى أهمية هذه الذكرى للحديث أيضا عن قدسية الشهادة ومفهومها الذي قدمه القرآن الكريم وأهمية هذا المفهوم الذي له صلة كبيرة بحياة الأمة وعزتها وقيمتها ودينها ومبادئها الإسلامية العظيمة، وكذلك للحديث عن أهمية هذه الذكرى تجاه أسر الشهداء.. وقال” نحن جميعا على المستوى الرسمي والشعبي معنيون بالالتزام تجاه أسر الشهداء والرعاية المادية والعناية بهم على المستوى المعنوي وعلى كافة المستويات”.
وتطرق إلى منزلة الشهداء وأهمية الشهادة وهي مرتبطة بإحياء الروح الجهادية في الأمة لأن الأمة تحتاج إلى أن تتحرك في سبيل الله لإحياء فريضة الجهاد في واقعها وارتبط مجد الأمة وحريتها واستقلالها وقوتها كل هذا ارتبط بإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وأكد قائد الثورة أنه وبدون الجهاد تهون الأمة وتضعف ويقهرها ويستذلها أعداؤها.. مشيرا إلى أنه عندما لا يتحرك أهل الخير والإيمان في إطار مسؤولياتهم وفقًا لسُنة الله فهم يفسحون المجال لجبهة الشر والمجرمين والطغاة نتيجة تخاذلهم.
ولفت إلى أن المجتمعات البشرية بشكل عام تسعى لأن تكتسب في واقعها القوة والمنعة والقدرة العسكرية وكل وسائل القوة التي تساعدها على الدفاع عن نفسها ودفع الأخطار عنها، بل أن البعض من المجتمعات البشرية لا تكتفي بهذا المستوى من الاهتمام والجهوزية والسعي للقوة بل تسعى لأن تكون في مستوى القدرة للسيطرة على الآخرين والتغلب عليهم وعلى ثرواتهم.
وأشار قائد الثورة إلى أن الإسلام نظم هذه المسألة في أن تسعى الأمة لكي تكون قوية منيعة قادرة على دفع الخطر والشر عنها ضمن الالتزامات الايمانية والأخلاقية، ووفق القيم والمبادئ الإلهية والضوابط الاخلاقية ويربطها بغاياتها وأهدافها بما هو مقدس ومرتبط بالقيم والمبادئ الإلهية.. مؤكدا أن عدم الاهتمام بهذا الجانب مسألة خطيرة جدا تجعل أعداء الأمة يستغلون عجزها فيستهدفونها بكل أشكال الاستهداف، وواقع المسلمين يترجم هذه الحقائق.
ولفت إلى أن حالة الضعف في واقع المسلمين وما يترتب عليه من مآس في واقع الأمة يدل بشكل واضح على أهمية فريضة الجهاد في سبيل الله.. مؤكدا الحاجة لأن تكون الأمة قوية منيعة تقدر على النهوض بمسؤوليتها من جهة وعلى حماية نفسها من جهة أخرى.
وقال” عند الحديث عن هذا الجانب يبرز في مقدمة العوائق عائق الخوف وبالذات أن أعداء الله والإنسانية الطغاة المجرمين يستخدمون وسائل الجبروت والظلم والطغيان بحق الناس كأسلوب للسيطرة عليهم من خلال الترهيب والتخويف وزرع الخوف في نفوسهم من خلال ممارسات القتل بوحشية وإجرام والإبادة الجماعية واستباحة لكل الحرمات هو ممارسة ضاغطة وسلوك أساسي لممارساتهم”.
وبين أن الأمة تدفع ثمنا أكبر بتخاذلها بقعودها وجمودها وتنصلها عن قيامها بمسؤولياتها ويكون الضحايا بالآلاف المؤلفة من دون أي موقف وهذا ما حصل للمسلمين في تاريخهم سواء في مواجهة الصليبين أو التتار وفي مراحل كثيرة في تاريخ الأمة وهذا شيء معروف.
وأوضح السيد القائد أن الأمة في الوضع الراهن تقدم تضحيات كبيرة جدا في غير موقف ولذلك جعل الله القتال في سبيله شهادة وميزة عظيمة وكرامة كبيرة.. وقال” إن من كرم الله سبحانه وتعالى ونعمه العظيمة أن من على الشهداء بأن تكون الشهادة انتقال إلى حياة كريمة في ضيافته سبحانه وتعالى”.
ولفت إلى أن هذا تحفيز للأمة للنهوض بمسؤولياتها للجهاد في سبيل الله وإزالة أكبر عائق أن يكون مثبط للأمة وهو الخشية من الموت، فتأتي هذه الميزة والكرامة للشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضل.. مشيرا إلى أن من المهم الحديث عن الشهادة وفضلها وكرامة الشهداء وما اعد الله لهم في إطار هذه الذكرى وفعالياتها وأنشطتها لأن هذا يحفز الانسان على الانطلاق للجهاد في سبيل الله بانطلاقه جادة وتحرر الإنسان من الخوف الذي له عواقب كبيرة.
وقال” هذا تحفيز للأمة لتنطلق وتتحرك لأنها بحاجة لذلك وبفقدانها للروح الجهادية تخسر كل شيء حريتها وكرامتها واستقلالها وتضعف وتذل وتقدم الخسائر الرهيبة يقتلها اعداؤها وتكون في وضعية مطمعة للأعداء يرون فيها مجرد مأدبة طعام يتنافسون عليها”.
وأشار قائد الثورة إلى أنه عندما تفقد الأمة الروح الجهادية وحب الشهادة وتعيش الروح الانهزامية سيقهرها أعداؤها وللأسف وصل الحال في واقع أمتنا للانحدار إلى مرحلة أن يتمكن اليهود من إذلالها.. لافتا إلى أنه عندما نقارن واقع الأمة فيما يتعلق بإمكاناتها وكثرة عددها ثم ننظر إلى مستوى تأثيرها ودورها العالمي في فرض المعادلات نجد ما يؤسفنا ويحزننا كثيرًا ويتجلى ذلك من خلال الاحداث والشواهد في واقع الأمة تجاه ما يعانيه الشعب الفلسطيني الذي هو جزء من الأمة.
سبأ