تقارير

قرار المرجعية الدينية من سوريا إلى لبنان: خلط أوراق وتبدل في المواقع السياسية والرسمية

لقاء درزي يؤسس لتحالفات بلدية توافقية 

لقاء درزي  يؤسس لتحالفات بلدية توافقية

قرار المرجعية الدينية من سوريا إلى لبنان: خلط أوراق وتبدل في المواقع السياسية والرسمية

بيروت ـ أحمد موسى

بيروت|| مع تقدم الحراك البلدي تشهد القرى والبلدات حالة من التزاحم وسط بورصة التنافس في الأسماء والتحالفات الحزبية والعائلية مع تداخل السياسة على أكثر من صعيد ، وهنا يبرز الحدّية التنافسية في الترشيحات في القرى والبلدات الدرزية في راشيّا وقضائها ، خاصةً مع تتمتع تلك القرى من حضور اشتراكي لافت فرضته السنوات الأخيرة ، فضلاً عن إثبات وجود للحالة الداوودية المتمثلة منذ سنوات بالنائب الأسبق فيصل الداوود ومؤخراً بشقيقه طارق الداوود.

التنافس الحزبي والحدّية الوجودية لا تخلوا من السيطرة وتثبيت الزعامة بين الداوودية والاشتراكية (الجنبلاطية) لا تخلوا من إثبات الحضور تغييراً على مستوى راشيا وقضائها في القرى والبلدات ذات الغالبية الدرزية ، وهذا ينسحب على الاستحقاقات السياسية والحزبية والعائلية معاً.

ومع كل استحقاق تبرز معظلة التمثيل والعددية بين الأوساط الدرزية التي ما برحت تفعل فعلها في الإستحقاق البلدي والاختياري على ما عداها من استحقاقات سياسية وفي مراكز ومواقع الإدارات العامة ، واليوم ومع المتغيرات السياسية الداهمة في الإقليم وانعكاساتها على مستوى الداخل اللبناني ، بدأت مفاعيلها على مستوى الطوائف تلقي بظلالها تفصيلاً سياسياً وحضوراً في توزيع الأدوار وخلط الأوراق.

حالة من المواجهة السياسية فرضتها المتغيرات على المستوى السوري الأمر الذي فرض حالة مغايرة لدروز سوريا على الساحة اللبنانية الدرزية تحديداً ، الأمر الذي وضع القيادة السياسية والمرجعية الدينية أمام خلط أوراق تتلاقى والمتغير السوري ، ووفق مصادر متابعة أن حراكاً على أعلى المستوى الدرزي السياسي والروحي “لإعادة القراءة في المشهد السياسي والمتغيرات الدراماتيكية القائمة” يبدوا أنها ستعكس النتائج وتقلبها رأساً على عقب على مستوى الشارع الدرزي في لبنان ، وتضيف الأوساط المتابعة عن تحضيرات “لعقد قمة روحية درزية بين لبنان وسوريا تنظم إليها المرجعيات والقوى السياسية والحزبية الدرزية” لقراءة متأنية للمتغير السياسي وخلط الأوراق السياسية ، أمر سينعكس على واقع التمثيل السياسي الدرزي وخلط الأوراق السياسية على المستويين البلدي – الاختياري والاستحقاق النيابي مستقبلاً.

إذاً ، يبدو أن القرار اتخذ من أعلى المرجعيات الروحية في البلدين ، وإن كان مؤشرات التوافق بدا واضحاً من اللقاء الذي جمع زعيم الإشتراكية في لبنان وليد جنبلاط مع طارق الداوود ، وهو اللقاء الأول بين الطرفين الذي شكل ثنائي درزي يمهد للقاء رباعي محسوم النوايا والنتائج مع انضمام طلال إرسلان ووئام وهاب ، وعليه تبنى مرحلة خلط الأوراق بعد ضغوط ملزمة من المرجعية الروحية في سوريا.

لقاء جنبلاط – الداوود

إذاً لقاء جمع أمين عام حركة النضال العربي طارق الداوود بالرئيس السابق للحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط في منزل الأخير في كليمنصو وجرى التباحث في مجمل الأوضاع الراهنة لبنانياً وإقليمياً، وخصوصاً ما له صلة مباشرة بالوضع الدرزي والتحديات المصيرية المطروحة.

ووفق المجتمعين كانت الآراء “متطابقة تماماً” في تشخيص التحديات والمخاطر المحدقة سواءً بالمصير الدرزي أو الوطني والقومي عموماً.

كما كانت الآراء متوافقة و”متكاملة” تماماً في رفض أي فصل ما بين المصير الدرزي والمصير الوطني والقومي ، بل إنهما متكاملان تكاملاً مطلقاً ولا يمكن أبداً الفصل بينهما.

فالموحّدون هم ركيزة أساسية في البنيان الوطني اللبناني والقومي عموماً ومن عاداتهم أن يحموا هذا البنيان وأن يقدّموا أغلى التضحيات في سبيله.

وإذ استذكر وليد جنبلاط المواقف الوطنية المشرّفه لسليم بك الداوود وإسهامه المشهود له في إسقاط اتفاق 17 أيار المشؤوم ، أكّد طارق الداوود أن النهج الذي مشى عليه سليم الداوود ومن بعده فيصل الداوود سوف يستمر بل ويترسّخ، وأن “لا صوت يجب أن يعلو فوق صوت وحدة الصف الدرزي ، وهي وحدة مصيرية تساوي وجودنا” ، كما أن مواقف وليد بك في هذا الميدان تعتبر الركيزة الأساسية في الحفاظ على وحدة الكلمة وتحصين الحاضر وضمان المستقبل. فكما في كل مفصل تاريخي خطير لا شيء يوازي بأهميته وحدة الصف.

واتفق الجانبان على استمرار التواصل بينهما لما فيه الحرص على المصير.

ترشيحات خارج التوافق

وفي سياق متصل يبرز حراك الترشيحات في بلدات راشيّا خارج الإطار التوافقي وخلط الأوراق ، حيث تشهد بلدة العقبة في راشيّا ازدحاماً في الترشيحات للإنتخابات البلدية ونزاعاً على موقع المختار ، حيث تجاوز عدد المنوي ترشحهم للمجلس البلدي في العقبة ثلاثة أضعاف عدد أعضاء المجلس البلدي والاختياري ، أما المعلن حتى اللحظة أربعة مرشحين “أبرزهم كميل حمود” حتى إشعار آخر ، والملفت أن “المختار الحالي الإشتراكي هيسم سعد والذي تربطه علاقة صداقة مع طارق الداوود” هل يكون موضع “إجماع يتقاطع بين الاشتراكي والداوود ليكون المرشح التوافقي لرئاسة بلدية العقبة!؟”، إلا أن سبحة الترشيحات لا تتوقف هنا ، إنما جاء ترشح فؤاد سعد للمجلس البلدي خارج الإطار التوافقي في مشهدية الصورة التحالفية والتبني العائلي يخلط الأوراق المرحلة القادمة في قادم الأيام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى