مقالات وآراء

حادث مأساوي يفتح جراح الطرق الوعرة بمحمية عتمة ويعيد المطالبة بإصلاحها

حادث مأساوي يفتح جراح الطرق الوعرة بمحمية عتمة ويعيد المطالبة بإصلاحها

 

 

كتب / عبد الواحد البحري

لم تمضِ سوى أيام على هدوء الجبال الملتفّة حول عتمة حتى دوّى فيها نَبأ الفاجعة من جديد حاملاً معه ألمًا لا يُحتمل وحزنًا يعصف بالقلوب.

في عزلة المقنزعة بالمحمية حيث الطرق الوعرة والمنحدرات الشاهقة التي تخترقها السيارات بشجاعة أهل الجبل انزلقت سيارة الأخ حفظ الله الخمري من مرتفعٍ سحيق لتتحول الرحلة الهادئة إلى لحظة مأساةٍ لا تُنسى.

الحادث الأليم أسفر عن وفاة الأخ محمود محمد علي الزبدي والأخ حفظ الله سعيد الخمري واثنين من أبنائه في مشهدٍ مفجعٍ يختلط فيه الصدى بالبكاء  والجبال بالأنين.

رحلوا تاركين وراءهم وجعًا يقطّع القلب ورسالة صامتة تُذكّر الجميع بخطورة الطرق الجبلية التي ما تزال تفتقر إلى مصدّات الأمان لتبقى أرواح الناس معلّقة على حافة الخطر بين طريقٍ ضيقٍ ومنحدرٍ سحيق.

وما أشبه اليوم بالبارحة حين فقدنا الشاب المرحوم خالد عبده مهدي المصنف في حادثٍ مماثل.. كأن الجبال ما زالت تئنّ تحت وطأة الإهمال تنادي من بقايا صدى الحوادث المتكررة أن “ارحموا الطرق قبل أن تبتلع مزيدًا من الأبرياء”.

وفي هذا المصاب الجلل نرفع أحرّ التعازي والمواساة إلى أبناء المرحوم الخمري وأحفاده وإلى أبناء المرحوم الزبدي وأحفاده جميعًا سائلين المولى عز وجل أن يتغمّد الضحايا بواسع رحمته وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان.

عظّم الله أجر الجميع، ورحم الله الراحلين وشفى الله الجرحى وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي تعليقه على الحادث قال العقيد الشيخ جلال السمحي السمحي – ضابط في أمن مديرية محمية عتمة – بأسى بالغ:

“لقد فقدنا اليوم وجوهًا عزيزة على قلوبنا رجالًا من خيرة أبناء المنطقة. ومثل هذه الحوادث المؤلمة لم تعد مجرد أرقام بل جراح تنزف في صدورنا كل يوم.. نناشد الجهات المعنية أن تنظر بعين الرحمة والمسؤولية إلى طرق عتمة التي تحولت إلى مقابر مفتوحة فالأمن لا يكتمل إلا حين يكون الطريق آمنًا للحياة.”

إن ما تشهده طرق مديرية عتمة من حوادث مأساوية متكرّرة يضع الجهات المعنية أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية عاجلة فالأرواح أغلى من أن تُزهق على قارعة طريقٍ متهالك.

آن الأوان لمدّ يد العناية إلى هذه المناطق الجبلية وتأهيل طرقها وتأمينها بمصدّات حماية تحفظ حياة المارّين لتبقى الجبال شاهدةً على الصمود لا على الحزن وعلى الحياة لا على الفقد.

الصور مرفقة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى