تقارير

إسرائيل تستعدّ.. تهديد عسكري وصل إلى لبنان.. رسائل غربية خطيرة وتحذير عاجل.. وعربية للحوار المباشر.. لا ضمانة لما قد يفعله نتنياهو

إسرائيل تستعدّ.. تهديد عسكري وصل إلى لبنان.. رسائل غربية خطيرة وتحذير عاجل.. وعربية للحوار المباشر.. لا ضمانة لما قد يفعله نتنياهو

 

بيروت – أحمد موسى*

 

*على وقع الرسائل الغربية التي وصلت إلى لبنان “تنذر بحربٍ تُعِدّ لها إسرائيل”، وأخرى عربية بلغةٍ أميركية تضغط على لبنان “للحوار التفاوضي المباشر مع إسرائيل”، تزدحم التكهنات على أعتاب الأسابيع الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يبدو أن الصهاينة يُمنّون النفس بالتحلل من بعض بنوده تحت أعين الضمانات الأميركية، تمامًا كما هو الحال في التجربة اللبنانية.*

 

وبعد نائب الرئيس الأميركي وحواريي ترامب، لا سيّما ويتكوف وكوشنير، ينضمّ وزير الخارجية الأميركي قريبًا إلى الأسطول السياسي الأميركي الممتدّ من واشنطن إلى تل أبيب، لحياكة المشهد السياسي بحرصٍ على مصالح تل أبيب أكثر من بعض وزرائها.

 

وفيما سماء لبنان تزدحم بالمسيرات الصهيونية على مدار الساعة، فإن عين الدبلوماسية اللبنانية كفيفة عن كل تلك العدوانية، وحتى عن تحليق المسيرات الإسرائيلية فوق القصور الرئاسية، في تأكيدٍ جديد على التقصير والقصور في تحمّل المسؤولية، ولو عبر شكاوى مستمرة إلى الأمم المتحدة كالاعتداءات الصهيونية المتكررة.

 

“الجيش الإسرائيلي قد يتحرّك ضدّ حزب الله قريبًا، والعواقب ستكون وخيمة…”، هذا ما قاله مسؤول استخباراتي إسرائيلي في رسالة تهديدٍ واضحة تتزامن مع “ارتفاع منسوب التوتر والتلويح بضربةٍ عسكرية على لبنان”.

 

يأتي ذلك في معلوماتٍ تحدّثت عن رسائل غربية وصلت إلى لبنان “حذّرت فيها من ضرباتٍ مكثّفة قد تشنّها إسرائيل على الحزب، ولا ضمانة لما قد يفعله نتنياهو”.

الرسائل الغربية سبقتها رسالة أميركية نقلتها دولة عربية “تلعب دور الوسيط في التفاوض” في المنطقة إلى لبنان، مفادها أن “أميركا تريد فتح محادثاتٍ مباشرة مع الإسرائيليين”، في حين أن الرئيس اللبناني جوزف عون “يرفض فكرة المباحثات المباشرة ويفضّلها غير المباشرة”.

 

من هنا جاءت كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غاية الأهمية، إذ وجّه “تحية إلى الرئيس جوزف عون وطالب بضرورة سحب السلاح”، فالضغط الأميركي – الإسرائيلي الذي يُمارس الآن على لبنان هدفه “وضع لبنان على سكة التفاوض المباشر بين لبنان وإسرائيل”، تمهيدًا لـ”اتفاقٍ أمني” شبيهٍ بالاتفاق الأمني الذي سيُعقد مع “سوريا قريبًا”، ومن ثم إلى “اتفاقٍ سياسي” شبيهٍ باتفاقات السلام في المنطقة.

 

مصادر متابعة لـ”ميديا برس ليبانون” أشارت إلى أن إسرائيل لن تلجأ إلى حربٍ برية جديدة، لكن الحرب الجوية مستمرة، والضربات الأمنية ستبقى وتتوسّع ربما لأشهرٍ عدة لـ”فرض الضغط على لبنان وإخضاع المحاور اللبنانية والعهد قبل الحزب، والدفع إلى واقعٍ يخدم العدو”.

 

مصادر عسكرية وخبراء عسكريون أكدوا لـ”ميديا برس ليبانون” أن على الحكومة اللبنانية وحزب الله وحلفاء لبنان أن يأخذوا التهديد الإسرائيلي على محمل الجد، كلٌّ حسب اختصاصه، كي لا نصل إلى المحظور.

وأضافت المصادر أن “الحرب بالنسبة إلى الإسرائيلي حربٌ وجودية تهدف إلى القضاء على حزب الله”، لكن الحزب يصعب إزالته وفق المنظور الإسرائيلي، إذ إن له هدفين:

الأول داخلي إسرائيلي، حيث إن سكان الشمال الإسرائيلي غير مطمئنين ولم يعودوا بعد،

والثاني: هل أصبحت مناطق جنوب أو شمال الليطاني غير مهدِّدة لإسرائيل؟

وبالتالي، فإن إسرائيل ماضية في التصعيد ضد الحزب وبنيته التحتية وتدمير قدراته العسكرية، وبالتالي ضد لبنان.

 

وهذا التهديد يتماشى مع كلام توم براك الذي قال إن “الحكومة اللبنانية لا تقوم بواجباتها تجاه ما يهدد إسرائيل وأمنها”، وبالتالي فإن “الاتفاق الأميركي – الإسرائيلي يطلق يد إسرائيل لإزالة التهديدات التي تواجهها”.

 

تزامنًا، فإن حركة المسيّرات الكبيرة في سماء لبنان وتحليقها المستمر والمنخفض فوق السراي الحكومي والقصر الجمهوري، وتتبعها لموكب الرئيس برّي في زيارته الأخيرة لقصر بعبدا، كلّها مؤشرات على تصعيدٍ خطير، خصوصًا مع تكثّف الحملات الإعلامية الغربية والإسرائيلية ضد الحزب، وهو ما اعتُبر أنه يأتي ضمن “جمع التبريرات لضربةٍ عسكريةٍ إسرائيليةٍ محتملة على لبنان”.

 

وفي السياق، نقلت صحيفة جيروزالِم بوست الإسرائيلية عن مسؤولين استخباراتيّين غربيين أن “الحزب سرّع مؤخرًا من إعادة ترميم قدراته، متمكنًا من إعادة تسليح نفسه بالصواريخ وتجنيد مقاتلين جدد في صفوفه واستعادة مواقعه”.

 

كذلك، فإن صحيفة واشنطن بوست الأميركية تحدثت عن أن “معظم جهود الحزب في ترميم قواه تجري شمال نهر الليطاني”، وذكرت الصحيفة نفسها نقلًا عن مصادر أجنبية وإسرائيلية أن “الطريق إلى نزع سلاح الحزب لا يزال طويلًا”.

 

وفي ظلّ الضغوط الأميركية والإسرائيلية لدفع لبنان إلى “المفاوضات المباشرة”، رأت مصادر أن مجرّد جلوس أي مدني مع الفريق العسكري للجيش اللبناني في المفاوضات يعني “تطبيعًا”، وهذا ما “يرفضه لبنان”، وأقصى ما يمكن القبول به هو “العودة إلى اتفاقية الهدنة لا أكثر”.

 

وختمت المصادر بأن “خسائر إسرائيل بعد الحرب في غزة ولبنان وإيران كبيرة”، لذلك على الدولة اللبنانية “أن ترفع سقف مطالبها وتستغل انشغال أميركا في معركتها مع الصين وضيق الوقت لديها لتحقيق بعض المكاسب، إلى حين نشر الدلائل عن خسائر إسرائيل من قبل المراكز الغربية”.

 

لذلك، على اللبنانيين “استنباط الحلول ومواجهة الضغوط الدبلوماسية والدولية، درءًا للمخاطر ومنعًا لمعاملة الدولة حزب الله وفق ما تريده إسرائيل وأميركا، ومواكبة تلك الضغوط بموقفٍ وطنيّ موحّد لمواجهة التعنت الإسرائيلي والدبلوماسية الدولية، والمساعدة في الضغط على إسرائيل لكي تستقيم الأمور”.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى