تحذير إسرائيلي وتنبيه دولي — «لم يعد السؤال أين بل متى؟

تحذير إسرائيلي وتنبيه دولي — «لم يعد السؤال أين بل متى؟
بيروت — أحمد موسى
*تتزايد الضغوط الأميركية مع تصاعد العدوان الجوي الإسرائيلي الواسع، مقروناً بتصعيد سياسي داخلي وحضور دبلوماسي غربي وأوروبي وعربي وأمني مكثف في بيروت. في المقابل، ثَمّة توافق لبناني على رفض التفاوض المباشر، وسط حركة دبلوماسية متسارعة تراها مصادر أوروبية ولبنانية سباقًا مع احتمال تصعيد عسكري كبير من تل أبيب.*
تاريخ وقف النار المعلّق في 27 نوفمبر لم يفلح في نزع فتيل الخروقات اليومية، فيما تستفيد إسرائيل، بحسب مراقبين، من «ثقب أسود» تشكّله بقاء سلاح حزب الله خارج إطار الدولة ورفض الحزب تسليمه. وهذا، وفق التحليلات، يضعف عوامل التوازن التي حافظت على لبنان من الانزلاق الكامل في «الحرب الأخيرة».
*قراءة المواقف والسيناريوهات المحتملة*
تدور في أروقة الخبراء العسكريين نقاشات حول طبيعة المرحلة المقبلة وحدود التهديدات الإسرائيلية. مصادر أوروبية تشير إلى احتمالين متباينين: الأول أن تكتفي إسرائيل بموجات قصف جوي مماثلة لما حدث منذ وقف إطلاق النار، بهدف «استدراج» حزب الله إلى ردّ يبرر اعتداءات أكبر قد تُفضي إلى اجتياح بري. والثاني أن التهديدات قد تتخطى حدود التصعيد المحدود وتكون مقدمة لحرب شاملة، لا سيما في ظل ما توصف بسياسة أميركية «خَشنة» في المنطقة.
كِلا الفريقين يتفقان على نقطة محورية: التصعيد الإسرائيلي آتٍ لا محالة، والسؤال الأنسب لم يعد «أين؟» بل «متى؟».
*أورتاغوس ورسالتها المزدوجة*
وصلت اليوم البلاد رسالة دبلوماسية أميركية عبر زيارة أورتاغوس إلى بيروت، حملت في طياتها «رسالة مزدوجة أميركية ـ إسرائيليّة»، خصوصاً بعدما سبقتها جولة مع قيادات وزارة الحرب الإسرائيلية إلى الحدود الشمالية، ومشاهد لإغتيالات نفّذتها طائرات مسيّرة داخل العمق اللبناني.
مصادر أوروبية لم تتوصل إلى موقف واضح حول ما إذا كانت إسرائيل ستعامل الدولة اللبنانية كطرف «متواطئ» أو «فاشل» في حال شنّت ضربة موسعة، لكنّ المخاوف تتزايد من أن تكون عمليات القصف المتتالية بداية لسلسلة من تدابير أقسى.
*رسائل إسرائيلية صارمة*
حسب مصدر أمني إسرائيلي، الصيغة واضحة: إما أن تُنزع الدولة اللبنانية سلاح حزب الله، أو ستتدخل إسرائيل لفعل ذلك. وتقول تل أبيب إنها ترصد محاولات استعادة الحزب لقدراته، بما في ذلك «الاستراتيجية»، ولن تسمح بذلك. وأضاف المصدر أن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد فوري بعمل عسكري دون إنذار مسبق، وأنها تعمل على رصد وتدمير محاولات تهريب السلاح.
*تحركات دبلوماسية عربية وغربية*
تتزايد الزيارات لمسؤولين غربيين وأوروبيين وعرب إلى بيروت، إضافةً إلى حراك أمني إقليمي — من بينها زيارة مدير المخابرات المصرية لتل أبيب مؤخراً — وهو ما يحمل بعداً سياسياً وأمنياً مرتبطاً بتطبيع العلاقات والتنسيق مع إسرائيل في مسائل عدة. هذه الشبكة الدبلوماسية تُقرأ على أنها محاولة لامتصاص التوتر أو على الأقل إدارة تداعيات أي تصعيد وشيك.
*خلفية برلمانية داخلية*
على الصعيد المحلي، نُقلت مصادر نيابية قريبة من رئيس المجلس نبيه بري عن احتمال تلويح بعض النواب بمقاطعة الجلسة التشريعية، موضحة أن أي مقاطعة في حال حدوثها «لن تكون موجهة إلى بري بقدر ما ستكون اعتراضاً على مصالح الناس» — أي إشارة إلى أن الاحتقان السياسي قد يتسع ليشمل شؤوناً نيابية داخلية، في ظل التوتر الإقليمي.






