مقالات وآراء

شباب اليمن: الهجرة كملاذ أخير بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل

شباب اليمن: الهجرة كملاذ أخير بين تحديات الحاضر وآمال المستقبل

بقلم محمد عبدالله المارم

 

في الآونة الأخيرة، يشهد وطننا موجة غير مسبوقة من هجرة الشباب إلى الخارج، وهي ظاهرة غير متوقعة. الشباب في أوج أعمارهم وفي عمر الزهور الذين يُفترض أن يكونوا في المدارس والكليات والجامعات، يتوجهون إلى الدول المجاورة مثل السعودية بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل. هذه الظاهرة تعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الشعب اليمني في ظل الظروف الراهنة.

الشباب، الذين يعتبرون أمل المستقبل وركيزة التقدم، يجدون أنفسهم مضطرين لمغادرة وطنهم، ليس لأنهم يطمحون إلى حياة أفضل فحسب، بل لأنهم يواجهون ظروفًا قاسية دفعتهم إلى هذه الخطوة. في بلد يشهد صراعات سياسية مستمرة واهتزازات اقتصادية، أصبحت الهجرة خيارًا حتميًا بالنسبة لكثيرين، حيث يكافحون لإيجاد مصادر دخل وتوفير سبل العيش الكريم.

الشباب الذين كانوا يأملون في أن يكونوا قادة المستقبل، مهندسين، أطباء، ومعلمين، يجدون أنفسهم الآن يعملون في وظائف مؤقتة وغير مستقرة في دول الجوار، لا سيما السعودية. منهم من وجد عملاً، ومنهم لا يزال يبحث، بينما الأكثر منهم لا يزالون بدون عمل. هؤلاء الشباب، الذين يفترض أن يكونوا في قلب العملية التعليمية، يسعون لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم التي تصب في خدمة وطنهم، يجدون أنفسهم مجبرين على التخلي عن تلك الأحلام في وطنهم بسبب الظروف الصعبة. يتحدثون عن شعورهم بالإحباط وعدم الأمان، حيث يتركون خلفهم عائلاتهم وأصدقائهم بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا.

هذا الوضع يعكس مدى الحاجة الماسة إلى جهود جماعية وشاملة من جميع الجهات المعنية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لإيجاد حلول فعّالة تعيد الأمل لليمن وشبابه وتمنحهم الثقة في بناء مستقبلهم داخل وطنهم. من الضروري أن تتضافر الجهود لخلق بيئة مواتية تتيح للشباب اليمني الفرصة لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في إعادة بناء وطنهم الذي يحتاج إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن نسبة كبيرة من الشباب اليمني يفكرون في الهجرة كخيار لتحسين حياتهم، وهو ما يبرز حجم المشكلة ويستلزم تدخلاً عاجلاً. يجب أن يشمل هذا التدخل تحسين البنية التحتية التعليمية والاقتصادية، وتوفير فرص عمل مناسبة للشباب تحقق لهم الاستقرار وتساهم في استقرار وطنهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى