مقالات وآراء

فساد لا يُطاق وصمت مؤلم

فساد لا يُطاق وصمت مؤلم

 

بقلم محمد عبدالله المارم القميشي

عندما يسقط بلد في قبضة عصابة سياسية تحت مسمى “الشرعية”، يقف على رأسها فاسد محترف، فإن الوطن يعاني من نتائج كارثية. هذه العصابة، التي تتسم بالفجور في السلوك واحتراف النهب، تظل منشغلة بالتنافس فيما بينها على اقتسام الغنائم والموارد، مما يؤدي إلى تدمير البلد وتجويع الملايين من أبنائه.

 

في واقع الحال، هذه العصابة لم تعرف يوماً ما معنى المسؤولية أو كيفية إدارة نظام سياسي بفعالية. خبرتها الوحيدة تراكمت في السطو والسمسرة والنهب، ونتيجة لذلك، سادت الفوضى والخراب. إن الفجور في ممارسات هذه “الشرعية” قد تجاوز حدود الوقاحة إلى درجة أن مسؤوليها لم يعودوا يترددون في ارتكاب الفساد على مرأى ومسمع من الجميع، بل تحولوا إلى مراكز جذب للمرتزقة الباحثين عن مصلحتهم الخاصة.

 

لكن المأساة والكارثة لا تقتصر فقط على سلوكهم الوقح ، بل تكمن في صمت الشعب الذي كان في الماضي لا يسكت على أدنى تقصير من الدولة. اليوم، تمكنت هذه العصابة من ترويض الشعب بشكل متقن، بعدما تركتهم يلهثون وراء لقمة عيشهم. لقد تمكنت العصابة من تحويل المواطن إلى كائن مشغول بلقمة العيش، بينما تستمر هي في النهب والفساد دون رقيب أو حسيب.

 

في نهاية المطاف، إن ما تشهده اليمن من فساد وسوء إدارة هو تحذير واضح بأن الإصلاح لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التزام حقيقي من جميع الأطراف. يجب أن يكون هناك تجديد في القيادة وإصلاح جذري في الأسس التي بنيت عليها الشرعية. اليمن بحاجة إلى نموذج قيادة يمكن أن يجلب الأمل ويعيد بناء الثقة، وليس إلى قادة يستمرون في دفع البلد نحو المزيد من الأزمات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى